هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةفرصة

فرصة

الأربعاء 21/09/2022      الكاتب: د. حسين الصباغة

 

بعد انقطاع طويل عن كتابة المقالات نظراً لقناعات شخصية بأنه ليس من المجدي الكتابة بالشأن الداخلي، إلا أن ما دفعني للكتابة اليوم هو توثيق هذه المرحلة من تاريخ الكويت السياسي.

إن ما تمر به المنطقة والعالم من ظروف استثنائية مضطربة غير مستقرة سياسيا واقتصاديا، يتطلب منا الوعي الواضح للخطوات التي ستسير عليها الدولة في قادم الأيام، وخاصة أننا مقبلين على انتخابات تغيرت فيها آلية التصويت وبالتالي سيتبعه تغيير واضح في المخرجات، لكن السؤال المهم هل هو هذا المطلوب فعلاً؟

غالب المرشحين اليوم يتحدثون عن ملف الإصلاح، ولا أحد حقيقة تحدث بوضوح عن ما يريد إصلاحه، بالإضافة إلى أن الإصلاح هو الرضا بالوضع القائم مع تعديلات على هوى المرشح والمواطن، دون النظر إذا ما كانت تلك الإصلاحات هي المنشودة والتي ستساهم في استمرار الدولة من عدمها، وطبعا هناك فرق واضح بين الإصلاح والتغيير، وأنا شخصياً أميل إلى أهمية التغيير، لأنني وبثقة أعرف السيناريو الذي سنسير عليه وهو مكرر لكافة السنوات الماضية، وبالتالي لا طبنا ولا غدى الشر ..

الكويت اليوم بأشد الحاجة إلى التغيير الحقيقي، لأنني بالحقيقة أرى أن المشكلة اليوم ليست بالأفراد بقدر ما هي بالنظام وطبيعية هذا النظام، وأقصد هنا بآلية إدارة الدولة، فالكويت اليوم بحاجة إلى أن يتغير هذا النظام لمزيد من الفاعلية في اتخاذ القرارات وإلى مزيد من التنسيق الفعال بين مؤسسات الدولة وأجهزتها، مع أهمية أن تحدد بالضبط ما هو الهدف الذي تسير عليه رؤية الكويت 2035، وماذا نقصد بمركز مالي وتجاري في ظل تطور وسبق بعض دول المنطقة لنا في هذه النقطة وما هو المميز والمختلف الذي سنقدمه حتى نكون مركزاً مالياً واقتصادياً.

المسألة في الحقيقة ليست بالشعارات بقدر ما أن يكون هناك جديه من قبل المرشحين واستشعاراً بالمسؤولية وأن يكونوا بالوعي الكافي لمعرفة مكامن الخلل وعالجته على الفور، فإن طريقة تقسيم الميزانية وآلية اتخاذ الدولة لقراراتها والنظام الدائر هو نظام لم يعد مجدياً في عصر تتنافس فيه الدول ويتطلب السرعة لمواكبة تقدم الدول وتثبيت ركائزها.

في الحقيقة أثني على الخطوات التي قامت بها القيادة السياسية في التجاوب مع مطالب الناس وإيمانها بأهمية التغيير، إلا أن ذلك لا يكفي لأن الدور اليوم على عاتق الناس والكف عن المجاملات في اختيار من يمثلهم لتصحيح ما يمكن تصحيحه قدر الإمكان، المسألة في الحقيقة لا تتطلب التأخير ولا مجال للاختيارات المبنية على العاطفة والمجاملة، نريد أن يكون هناك أعضاء على قدر المسؤولية لا أن يكون همهم الصراع على المناصب وتمثيل فريق على الآخر، نريد أن يكونوا فريقاً يقدمون حلولاً لتغيير الوضع الراهن بطريقه واضحة للناس ومصارحتهم بأن التغيير هو المطلب وليس الإصلاح، لأن استمرار الوضع الراهن والعزف على وتر الإصلاح ما هي إلا عزف على عواطف الناس دون رؤية حقيقية وملموسة للواقع الذي تمر به الدولة.

أكتب هذه المقالة من باب المسؤولية الوطنية التي تتطلب مني عرض الفكرة التي أريد إيصالها وأتمنى أني قد وفقت في ذلك.

دمتم بود ..

 

 

 

أضف تعليق