هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةقراءة في التحولات الكبرى

قراءة في التحولات الكبرى

الجمعة 17/04/2020      الكاتب: د. حسين الصباغة

 

في البداية نود أن نطرح سؤال يدور في خلدنا، ماذا يعني رغبة ترامب بتحريك عجلة الاقتصاد الأمريكي؟

هو يعلم تماماً أن الخيارات المطروحة أمامه غير سهلة البته وهو أعلن مؤخراً عن نيته لفتح السوق الاقتصادية في الولايات المتحدة مما أدى إلى تمرد بعض الولايات، ولأن الخيارات المتاحة هي:

  1. فتح الاقتصاد وارتفاع حالات الإصابة بكورونا مع ارتفاع بأعداد الوفيات بشكل جنوني.
  2. اغلاق الاقتصاد ومواجهة كورونا يعني أنه أمام انهيار اقتصادي أو على الأقل فوق القدرة الاحتمالية في البعد الاقتصادي بنفس الوقت الذي تستفيد فيه الصين من انخفاض أسعار النفط الذي يضمن لها كلفة منخفضة بالإنتاج نظراً لهبوط أسعار النفط عالمياً وقدرة نمو أعلى في ظل الغياب الأمريكي الأوروبي عن السوق الإنتاجية خلال الفترة القادمة.

كما أنه للمرة الأولى تعتبر السوق الدوائية ضمن الدائرة الاقتصادية وأصبحت فيه الصين جزء من هذا السوق (بسبب أزمة كورونا) بنفس الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة وأوروبا هي الرائدة في الصناعات الدوائية، وعليه من الممكن أن تصبح حصيلة هذا العام بين الصين والولايات المتحدة هي على النحو التالي:

  1. التقدم العلمي الصيني.
  2. القدرة المادية التي تمتلكها الصين في تحقيق مشاريعها على عكس الوضع في الولايات المتحدة.
  3. ركود الأسواق الأمريكية نتيجة تراجع الاستهلاك العالمي وتراجع نمط الحياة الطبيعية بالعالم.
  4. حيوية المجتمع في تسويق المنتجات نتيجة القوة البشرية الصينية.
  5. استقرار النظام السياسي الصيني وثقة المواطنين بنظامهم على عكس ما يقوم به ترامب في الولايات المتحدة.

إن ما حصل هذا العام هو تراجع أمريكي لن تستطيع فيه استعادة موقعها السابق حتى العام 2025 في المقابل ستحقق الصين في العام ذاته ما كانت ستحققه في العام 2030 بسبب التسارع في النمو الصيني بالعالم بشكل نوعي واستراتيجي وبالتالي قيادة منظومة عالمية جديدة (عبر مشروعها الاقتصادي) في مقابل تراجع ورقة القوة العسكرية التي تعتمدها الولايات المتحدة لأن العالم اليوم بات غير قادر على تحمل أي تبعات عسكرية في ظل الظروف الراهنة وعليه سيترتب توزيع السياسات على النحو التالي:

  1. تصبح منطقتي الخليج وأفريقيا مساحة نفوذ صينية بحكم الاستهلاك.
  2. ستكون روسيا منافساً للنفط الخليجي بحكم التنافس في أسواق النفط وعليه ستسعى روسيا إلى تحقيق تفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن أوروبا (على الرغم من أن الاتفاق الأخير لدى منتجي النفط يحقق المطالب الروسية التي لن تجعل سعر البرميل يتجاوز 40$ حتى تستمر الشركات النفطية الامريكية بالخسارة).

باختصار شديد، إن مستقبل الخليج بالعلاقات الاستراتيجية مع الصين وهي من ستتحكم بتغيير التوازنات في المنطقة مستقبلاً بحيث من المتوقع أن تكون نهضة المنطقة في الفترة ما بين 2025-2030، وعلينا الاستعداد لتلك المرحلة.

 

 

 

أضف تعليق