هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةحقيقة النفوذ فارسي أم شيعي ؟

حقيقة النفوذ فارسي أم شيعي ؟

الأربعاء 29/04/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

دائما ما نسمع ترددات بعض الشعوب العربية بأن هناك نفوذ وخطر داهم على الأمة العربية ، ولم يصل الاتفاق إلى تحديد محور النفوذ ، أي بمعنى هل هو نفوذ فارسي أم نفوذ شيعي ؟ وما الفرق بين هذا وذاك ؟

إذا كانت الشعوب العربية تقصد النفوذ بالنفوذ الفارسي ، فمن الطبيعي أنه سيكون استعماريا ، ويكون بسبب الاحتلال العسكري لدول المنطقة وهذا لا وجود له بالأساس لأن غالب الدول ما زالت تحتفظ بسيادتها ونفوذها على عكس ما ينادي به البعض ، بالدليل أن العراق وسوريا ولبنان لم يثبت لهم هيمنة القوات الإيرانية على القرار السيادي لأي دولة ، فكل الأمر لا يزيد عن تحالفا اقليميا بين تلك الدول تتشارك بنفس وجهات النظر والرؤية المرحلية للمنطقة وتتشابه في السياسات العامة .

بالإضافة إلى أن الاحتلال له وجهين لا ثالث لهما ، وهما :

الأول – احتلال عسكري مباشر كما كان في زمن الاستعمار وتحررت منه الدول القومية في الخمسينات والستينيات .

الثاني – الاحتلال بالوكالة كما عرفه المفكر الجزائري مالك بن نبي بقوله "خرج الاستعمار من الحقول وظل في العقول".

وهذا هو حالنا نحن الشعوب العربية بالضبط ، نستميل بعواطفنا ونجعلها هي من تقودنا وتتخذ قراراتنا على الرغم من أننا بمجرد أن نستخدم عقولنا في إدارة أنفسنا لوجدنا حالنا أفضل مما نحن عليه اليوم .

هذا منا ناحية أما الناحية الأخرى ، فإذا كان طبيعة هذا النفوذ شيعي ، فهو إذا طابع ديني بحت ، ولكن السؤال المهم ما ذنب إيران بذلك ؟ خصوصاً أن الشواهد التاريخية والجغرافية تثبت أن إيران لم تساهم بنشر التشيع بأي دولة من دول المنطقة ، إلا إن تواجدت تلك الأدلة فليدلي بها الآخرون ونرى مدى صحة تلك الفرضيات !

كما أننا لو رجعنا قليلاً للتاريخ لوجدنا أن إيران هي من اعتنقت المذهب الشيعي متأثرة بالمرجعيات الدينية العراقية ، كما أن شيعة سوريا ولبنان يمارسون عقيدتهم الدينية قبل الثورة الإيرانية بسنين طويلة وليست وليدة اللحظة ، وأن شيعة الخليج اعتنقوا المذهب الشيعي قبل أن يدخل الإسلام لبلاد فارس! أما عن حال اليمنيين "الحوثيين"  وهم شيعة زيديين ليسوا على المذهب الجعفري بل هم أقرب إلى السنة الأحناف من المذهب الإثني عشري.

وبذلك نحن اليوم نريد أن نعلم ما هي طبيعة الخوف ومما نخاف ، بعيدا عن العواطف ، حتى نعرف كيف نتعامل مع الظروف المحيطة بالمنطقة وكيف لنا أن نحقق أهدافنا بعيدا عن الصور الخيالية والمآسي التي نعيشها اليوم من حرب بغضية تمزق المجتمعات العربية والخليجية على أبعد مستوى ، فهو ما يناقض الدين ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا.

 

 

أضف تعليق