هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةحلم أو سموه ما شئتم

حلم أو سموه ما شئتم

السبت 18/04/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

ترددت كثيراً في كتابة هذا المقال لأنني قد لا أوفق في طرحه أو حتى توصيل الأفكار المراد لها أن تصل .
دائما ما يأخذني الخيال إلى حلم أتمنى وقوعه ولو كان ذلك الحلم ببعيد ، ففي النظر نحو ما مرت به المنطقة من عدم استقرار سياسي ومعاناة ، أصبحت فيها لغة الدماء هي من تكتب واقعنا ، وأصبحت لغة التخوين هي سياستنا ، وأصبح التشكيك هي أداتنا ، أطلب ممن تقع عليه مسؤوليتنا النظر وإعادة النظر في سياساتنا ، فالاستقرار أصبح أولوية لشعوبنا التي تعاني قبل الأزمات وبعدها ، فأنا زرت مقر اللاجئين في كل من الأردن ولبنان ورأيت ذلك الأمل المبتور في عيون أطفالنا المشردين ، رأيت ذلك الألم الذي أصبحنا لا نراه إلا في دولنا المتخلفة ، أصبحنا لا نعرفه الا عندنا وبنا .
التعارك السياسي والطاحن وفق المصالح العامة بين دول المنطقة أصبح شرس ولا تتأثر به إلا شعوبنا ، فأصبح يخاف السني والشيعي من النار التي قد تأكله بفضل فتنة لعن الله موقضها ، أما آن الأوان لأن نصحى من سباتنا وأن نكون أكثر ذكاء في إدارة شؤون بلادنا وأن نقول كفى لكل يد عابثه فينا ، أن نطبق القانون على كل من تطال نفسه على الآخرين ولا عين ترى سوى للقانون وتطبيقه هو الحل على من تسول نفسه بعيد عن مذهبه ومنهجه ؟! أما آن لان يعود السني لحضن أخيه الشيعي ويعود الشيعي لحضن أخيه السني ومعرفة أنه لا وطن بدون الآخر ، ألا يستحق أن يعرف كل منا أن السياسة لعبة قذره لا شأن للدين فيها أو للمذهب مكان بينها ، ألا يجب أن نعرف أنه لا سياسة دون خلق وفراسه ، ألا يجب أن نحدد بوصلة أهدافنا بدقة ومسؤولية تراعي جميع الشعوب من صغيرها إلى كبيرها ، ألا ينبغي أن نتحمل مسؤولية حماية شعوبنا ، أصبحت حاجة المواطن العربي للأمان هي من مسؤولياتنا واختصاصاتنا ، فالاختلاف في واقع الأمر هي جزء من واقع الحياة ، إلا أن احترام تلك الاختلافات هي الواجب علينا فرضه على مجتمعاتنا ، من حقنا أن نطلق العنان وأن نخاف من المتربصين منا واستغلالنا سياسيا لأجل أطماع نعتقد بوجودها إن أردنا ونتجاهلها كذلك إن أردنا ، لكن ما شأن شعوبنا بتلك الأطماع ، لأكون صادقاً وأسمي الأمور بأسمائها ، لماذا ندخل شيعة الخليج ونربطهم بالأطماع الإيرانية ولماذا نربط سنة الخليج بالمليشيات التكفيرية ؟ لماذا هذا العداء الخفي والغير معلن صراحة ؟! أما علينا أن نعيد النظر في أفكارنا وأهدافنا ؟! أما يجب علينا أن نكون أعلى شأنناً وحكمة في إدارة شؤوننا وتحقيق أهدافنا ؟! أما يجب علينا فرض الأمان على أحلامنا وتبقى هي الجزء الأكبر من مسؤلياتنا ؟! أما آن الأوان لأن نرى شعوبنا تنعم بحياة كريمك كحال الشعوب الأخرى ؟! 
لننظر إلى ما جنيناه اليوم بفعل عنادنا ، بفعل تصرفاتنا وأفكارنا ، أصبحت مجتمعاتنا هشه سهلة المنال ، وسهلة الاستغلال .
دعونا نحلم ولو لمرة أن نتعامل مع الآخرين تعامل انساني بعيد عن الدين أو المذهب ، دعونا نرى إلى أين ستأخذنا أحلامنا ، دعونا نرى ذلك الأمل في عيون أبناءنا إن لم يكن فينا ، فنحن بحاجة لأن نصحى كل صباح وترى مالذي سنقدمه اليوم لأوطنانا ، لا أن نلوم ونعاتب ونحارب ونخسر مسؤولياتنا ، فالأمن مسؤولية مشتركة لا غنى للسلطة بمشاركة شعوبها ولا غنى للشعب بمشاركة سلطاتها على تحقيقه ، مقال سيبقى فضفضة من القلب لمواطن عربي يتمنى أن يرى بلاده  خير بلاد الدنيا ..
ودمتم بود ..

 

 

أضف تعليق