هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةحرب الثلاثين عاما العربية

حرب الثلاثين عاما العربية

الثلاثاء 31/03/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

يمر الوطن العربي بمرحلة هيجان من كل النواحي ، وأخصها بالمرحلة السياسية ، فهناك من يؤيد عاصفة الحزم وهناك من يرفضها ، ولكل جهة وجهة نظر يجب علينا أن نحترمها ، على الأقل من حيث المبدأ الديمقراطي الذي نؤمن فيه ، وأنا هنا لا لأناقش الوضع أو الملف اليمني بشكل عام ، لكن لتحديد موقف وأجعلكم تعيدون النظر في مواقفكم اللامنطقية من حيث المبدأ على أقل تقدير .

في العام الماضي وقبل عام تحديداً كتبت مقالاً يخص الاخوان المسلمين وموقفهم من الملف المصري في ذلك الوقت ، وعلى الرغم من اختلافي الكبير مع الاخوان بالمواقف والفكر ، إلا أنني دافعت عن اختلافهم معنا وحتى رغبتهم في الحصول على المنصب السياسي لأنه حق مشروع لكل فرد قادر على إدارة الأمور بالأسس الديمقراطية التي تحددها كل دول وكل نظام سياسي ، رفضت وضعهم على قائمة الإرهاب التي أقرتها غالب الدول العربية ، لأنه ليس من المنطق تجريم كل الإخوان على مواقف سياسية لأنها فقط تتعارض مع مصالحنا الإقليمية والعربية بحجة انقاذ شيء ما ، حيث ادعى غالب الإخوان المظلومية وتسويق إدعاءاتهم حول العالم وهو حق مشروع لكل فئة مستهدفه بشكل خاص  !

وعندها حقق المقال التوقع المنشود وصفّق لي غالب الناس كانوا من إخوان وغيرهم ، قال تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس " جاء اليوم وبعد عام واحد فقط ، في مرحلة تاريخية عربية مفصلية ألا وهي عاصفة الحزم ، التي تهتدف المد الحوثي الذي كان السبب الرئيسي لاطلاقها هو تهديد الاستقرار الأمني للملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام ، لكن هذا المنطلق العام ، أما المنطلق الخفي هو توجيه رسالة للنظام الإيراني بأننا لازلنا نلاحظ تقدمكم في المنطقة وقادرين على الرد نحو طموحكم العام في المنطقة ، أياً كانت الرسالة المراد إيصالها ، فما يهمني هو الرد الصادم على الموضوع وهو أن الأشخاص الذين صفقوا بعد دفاعي عن الإخوان المسلمين باتوا يهاجموني بعدما أطلقت العنان من أجل توعيه الناس والأخذ بالتفكير قبل اتخاذ القرارات واحترام الاختلافات حتى وإن كنا لا نتفق معها بتاتاً في قضية الحوثيين ، فأصبح الإخوان اليوم يتغزلون بما يحدث بس ويمجدوا هذه الأحداث على أمل العودة إلى الحضن الخليجي والدفاع عن مصالحهم وتنحيتهم من قائمة الإرهاب ، بالإضافة العديد من الناس الذين رفضوا مهاجمه الإخوان وصفقوا لمحاربة الحوثيين وإن اختلفت الأسباب ، نعم إنها الطائفية النتنة التي سيطرت على عقول الغالب منّا على أمل الوصول لمآرب سياسية فاسدة ، دون الإلتزام بالأهداف وقياس الأمور على مسطرة واحدة ، بل كانت لغة التخوين من الغالب في الطرفين للآخر دون النظر إلى ما ستؤول إليه الأمور مستقبلاً .

لذلك أنا أأسف على حالنا اليوم كعرب ، وأجزم بأننا نمر بفترة ممثالة لفترة حرب الثلاثين عاما في أوروبا حيث كانت الصراعات الدينية على أشدها ، وكانت لغة التخوين هي السائدة فكان الخاسر الوحيد من ذلك كله في ذلك الوقت هي أوروبا حتى انتهت تلك الحرب ونشاهد أوروبا على ما هي عليه اليوم ، فهل ستكون هي حرب الثلاثين عاما العربية ؟ نترك الأيام هي من تجيب عليها .

 

 

أضف تعليق