هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةوضع المنطقة السياسي (تحليل)

وضع المنطقة السياسي (تحليل)

الأربعاء 04/03/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

سأبدأ بالتحدث حول الخطاب الأخير للصهيوني في الكونغريس وعلينا أن نفهم كل كلمه ستقال والتفكير بها قبل الرد. عند الحديث عن الجيوسياسية يعني هو الحديث عن الموقع والموقع والموقع. لذلك فإن الجغرافيا هي من تصنع العلاقات الخارجية بين الدول. قبل عرض نظرتي المتواضعه حول هذه المواضيع أردت توضيح أن في التعامل السياسي يكون وفق المصالح لا وفق المذهب والدليل هي قصة بسيطة ، وهي أن اسماعيل شاه كان يرفض وقوع إيران تحت السيطرة العثمانية (السنية) لذلك قام بالتشيع ليس يقيناً للمذهب بقدر ما هو رغبة في عدم خضوع إيراع للنفوذ العثماني بذلك الوقت ، وهو ما يبرر أن التحركات السياسية غير مرتبطة بشيعة أو سنه ، فقام اسماعيل شاه بأخذ بعض العلماء من لبنان لنشر التشيع ، وهو ما جعل العلاقة التي نجدها اليوم بين إيران وحزب الله بأكثر من 500 عام ، مع اختلاف المسميات والشخصيات السياسية منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ..
لذلك إن عدنا في عصر شاه إيران سنجده متعاون مع القيادات الأمريكية حتى أصبح شرطياً للخليج وكانت تدعمه لبرنامجه النووي لتحقيق تلك المآرب حتى سمى نفسه بشاهٍ شاه أي ملك الملوك لما كان يسعى بنشر القومية الفارسية في ذلك الوقت إلى أن جاء الخميني بولاية الفقية واسقاط نظام الشاه ، منذ ذلك الوقت في 1983 وضع برنامج سياسي إيراني يخدم المصلحة الإيرانية قدر الإمكان وهو ما نرى نتائجه اليوم من خلال السيطرة على القرار السياسي ، للعديد من الدول أهمها العراق ولبنان وسوريا واليمن مؤخراً وهي حقيقه ، ولا يجب لوم الإيرانيين على تلك السياسة لأن كل دولة لها مصالحها الخاصة ، وإن كانت المصلحة الخاصة ضد رغبات الدول المحيطة ، وهو ما وقعت به الدول العربية اليوم من صحوه متأخره بعدما فقدوا القرار السياسي في أهم الدول ، ذات الثقفل الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط ، على الرغم من تحركات تركيا الأخيره في السنوات الماضيه من محاولة العودة ولو بشيء بسيط ، وهو ما نراه اليوم من اجتماع الملك سلمان بأمير الكويت وقطر والرئيس التركي بالإضافة إلى الزيارة القادمة لكيري إلى المملكة ، لكن في الحقيقة اليوم أصبحت إيران الطرف الأقوى في المفاوضات النووية والمساومات السياسية وهي ما جعلت النتن ياهو اليوم يبكي مناجاة على الاتفاق النووي الإيراني في الكونغريس الأمريكي وإثارة العالم حول برنامج إيران النووي ، والذي لن يلاقي قبول الإدارة الأمريكية لأنها تعلم أن إيران هي الطرف الأقوى وهو ما نراه في تصريح الاتحاد الأوروبي بعد خطاب النتن ياهو بعدم جدوى نشر المخاوف من إبرام هذا الاتفاق مع إيران ، وهذا على اعتبار الاتحاد الاوروبي منهاجا تابعا للإدارة الأمريكية ، بالإضافة إلى أن العمليات العسكرية التي تقوم بها إيران في تكريت لم يتم أخذ الموافقة من الجانب الأمريكي بها حتى ترسل رسالة إيران بأننا نحن من يمتلك حق القرار السياسي في العراق حتى وإن كنا متحالفين مع الولايات المتحدة ضد داعش ، وهذا مالم تتطرق له أغلب الوسائل الإعلامية.
كما أنه من المؤشر الآخر الذي يبين أن الولايات المتحدة لا تملك خيار سوى الاتفاق على البرنامج النووي ، وهو تحويل كل السفارات الخليجية كما ذكرت بالأمس من صنعاء إلى عدن في خطوة تسعى إلى التخلي عن الحوثيين ودعم عبدربه في عدن ، وهو ما رفضته الولايات المتحدة وأعلنت البقاء في صنعاء وعدم الانتقال إلى عدن وهو ما يوضح أن الإدارة الأمريكية تعلم أنها لم تعد الطرف الأقوى ، لذلك نرى اليوم إسرائيل تستنجد وبالفعل هي ترى نفسها اليوم دون حليف يذكر ، ويرى العرب أن العالم يتقاتل عليهم لأن مشكلتنا لا نطبق المثل "عرف الحبيب حسنه فتدللا".
لذلك نجد اليوم أن التاريخ لا يتغير لأن الجغرافيا والنفس البشريه ثابته ، بالاضافة الى استناد السياسة الاستراتيجية إلى أهميه معرفة أين تقف وما هي المعايير المستند عليها ، لذلك الصراع في المنطقه والمصور على انه صراع طائفي هو عار عن الصحه لأنه في العالم العربي هناك صراعين أثنين فقط لا ثالث لهما ..
1- هناك صراع مزيف 
2- هناك صراع حقيقي
الصراع المزيف هو ما يحصل بيننا نحن المواطنين العرب مثل سني /شيعي/ مسيحي وغيره.
الصراع الحقيقي هو الصراع نحو السلطة وهو الصراع الطبقي وهو تحول المجتمعات من مجتمع منتج إلى مجتمعات ريعية ومستهلكه إلى أن تتحول إلى عسكره.
لذلك كل ما يدور حول القضايا الإيرانية/السعودية/الأمريكية أو غيرها فهي صراع مصالح سياسية لا دخل للمذاهب لها أو لا وجود للطائفية بها أصلاً ، ودمتم بود .

 

 

أضف تعليق