هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةالإشكالية التركية - الأمريكية - الإسرائيلية

الإشكالية التركية - الأمريكية - الإسرائيلية

الثلاثاء 05/03/2019      الكاتب: د. حسين الصباغه

 

أولاً: المسار التركي

إن تركيا هي من أشد الدول لؤماً تجاه القضية السورية والمسألة العربية، لكن سياسياً هي دولة ذات ثقل اقليمي ويجب أن نراعي تلك المسألة بشكل واضح وصريح.

على الرغم من اختلافنا تجاه السياسة التركية إلا أن كل دولة تقف أمام مصالحها الوطنية وهي ما تقف عليه أمام المعادلات والمتغيرات السياسية.

إن الخطابات السياسية التي يلقيها زعماء الدول هي لا تعكس بالضرورة السياسة العامة للدولة، وبالتالي فإن المسار التركي في الحقيقة سيكون أمام معادلة إما الوقوف في صف الحكومة السورية لمحاربة الجماعات الإرهابية في أدلب (جبهة النصرة) أو الاستعداد لكل تبعات المسألة الكردية في شرق الفرات، وبالتالي فإن المسألة باتت ضمن الأمن السوري-التركي، وبالتالي فإن مشاركة تركيا في الحرب بأدلب بات مسألة وقت لا أكثر (بانتظار نهاية الانتخابات النيابية التركية في نهاية مارس الجاري) أو عبر تسليم الأراضي التي بحوزتها إلى الجيش العربي السوري والمشاركة في الحل السياسي السوري بمشاركة جماعاتها (هذا من جانب عسكري) أم من (الجانب السياسي) فستكون تركيا على أبواب مواجهة تركية - أمريكية في شرق الفرات.

 

ثانياً: المسار الأمريكي

إن الانسحاب الأمريكي هو انكفاء سياسي مباشر، ولنكن واقعيين، إن الوجود الامريكي هو للدفاع عن الاكراد أو حدود الدولة الكردية وبالتالي هي معاداة لكل من سوريا وتركيا والعراق وإيران، والسؤال المهم هل هي مستعدة لذلك؟ إن كانت مستعدة فمن سيتكفل بالمشروع ؟ وإن كان هناك ممول ، أليس الأولى دعم شبه الدولة الكردية في العراق التي كانت بانتظار اعتراف امريكي بعد طلبها للاستقلال، وتخلت عنها؟

إن أي تدخل أمريكي في المنطقة يعتبر إعلان حرب مفتوحة مع الدول المجاورة وهي في غنى عنها خصوصا أنها مقبلة على انتخابات رئاسية في نوفمبر 2019، وبالتالي بات الحل الأمريكي الوحيد هو دخول الجيش العربي السوري للمناطق التي سينسحب منها الأمريكي عبر مصالحه (كردية-سورية) واحياء اتفاق أضنة (التركي-السوري) وهو بالضرورة تمهيد للانسحاب الأمريكي من العراق، والأمريكي بالتالي يحتاج إلى نصر على داعش لكي ينهي وجودة في سوريا والعراق المبني على هذا الأساس (محاربة داعش).

 

ثالثاً: المسار الاسرائيلي

كانت اسرائيل تقصف سوريا حتى تسلمت سوريا الدفاعات الجوية s-300 الروسية وبالتالي تغيرت آلية القصف عبر الأجواء اللبنانية بعدما كانت من خلال اختراق الأجواء السورية، وما حصل مؤخراً هو زيارة نتنياهو لموسكو مؤخراً جاءت بفشل لتبرير استهداف العمق السوري، والمشكلة التي يواجها نتيناهو هو الانتخابات الإسرائيلية وكذلك ملفات الفساد، وبالتي هو يسعى لتحديد قواعد الاشتباك عبر تحديد العمق والأسلحة التي تستهدف سوريا لرفع شعبيته داخل إسرائيل. وأن مشكلة إسرائيل هي الوجود الإيراني في سوريا، وبالتالي إن القناعة الروسية حول انسحاب إيران من سوريا موجودة وكذلك موجودة لدى الطرف الإيراني في حال طلبت الحكومة السورية ذلك، وبالتالي على إسرائيل هي تسليم الجولان مقابل انسحاب إيران وحزب الله وعلى أن تكون روسيا شريك إضافي لضمان ذلك عبر تطبيق قواعد فك الاشتباك.

 

دمتم بود.

 

 

أضف تعليق