هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةملفات سياسية

ملفات سياسية

الأربعاء 19/09/2018      الكاتب: حسين الصباغه

 

إيران:

في إطار حديثنا عن عقوبات المرحلة الثانية على إيران في نوفمبر القادم لجعل الصادرات الإيرانية من النفط إلى صفر برميل، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، فإن هذا التوجه هو بمثابة إعلان حرب، وذكرت سابقا بأنه لا مواجهات تذكر لأن الطرفين (الإيراني – الأمريكي) غير مستعدين لتحمل كلفة هذه الحرب، كما أن هذه الحرب من شأنها أن تجعل صادرات النفط الخليجي تتأثر وبالتالي سيرتفع قيمة البرميل إلى ما فوق الـ200$ والمستفيد الوحيد من ذلك هي روسيا بحكم موقعها الاستراتيجي وقدرتها على تعويض النقص في السوق العالمية للإنتاج ولاعتماد العالم على النفط بشكل أساسي في صناعاته، وبالتالي هي حرب استنزاف للولايات المتحدة وإيران وبالطرف المقابل تقوية الاقتصاد الروسي وانعاشه، كما أن الحرب مفتوحه وقد تستمر لفترات طويلة الطرفين بغنى عنها، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مؤخرا بشأن العلاقة الإيرانية – الصينية، هي جزء من الحرب النفسية واللعب على الهوامش.

وسيكرر التاريخ ما حدث مع إيران بفترة الرئيس بوش عندما خنقت إيران وأصبحت دبي هي المتنفس لها، سيتكرر هذا الموضوع لكن ستكون اليوم تركيا هي المتنفس الإيراني.

 

العراق:

ما حصل مؤخر من انتخاب محمد الحلبوسي كرئيس لمجلس النواب هي ضرة إيرانية للمساعي الأمريكية في العراق بعد محاولات تعطيل الانتخابات وغيرها من الأحداث التي استمرت منذ عام كامل لتشكيل تحالف سني – كردي لإخراج إيران من العراق بصورة شرعية أو تحجيمها، جاء انتخاب ممثل تحالف البناء الذي يقوده الحشد الشعبي وهو ممثل المحور الوطني العراقي الذي يمثل أكبر محور سني في العراق الذي كانت تأمل بعض الدول الخليجية أن تعول عليه في أحضان إيران فجأة!

جاء ذلك بحلف ضمني برعاية إيرانية وحصل الأكراد على نائب رئيس والتيار الصدري كذلك بالمثل، وعليه فإنه على الأرجح والمتوقع أن يحصل د. عادل عبدالمهدي على رئاسة الوزراء في العراق وهو مقرب من إيران كذلك مما يعني فشل أمريكي جديد في العراق.

 

القضية الفلسطينية:

ما قام به ترامب هو فرصة العمر بالنسبة للقضية الفلسطينية حتى أصبح رجل أمريكا الأول محمود عباس أبومازن معارضا لصفقة القرن (الصفقة الأمريكية) وأعاد بذلك ترامب إحياء القضية الفلسطينية من حيث لا يدري، لأن قتل القضية الفلسطينية يكون عبر إدخالها إلى مفاوضات جديدة وزائفة لمدة 25 عام أخرى واخماد الشعلة الفلسطينية بطريقة دبلوماسية، وما كان الموقف الأمريكي إلا لإبراء الذمة أمام إسرائيل.

 

اليمن:

إن إعاقة المفاوضات الأممية الدولية في اليمن وخوض معركة الحديدة (2) في الكيلو 16 والذي انتهى من فرض الحوثي سيطرته بشكل كامل كما حصل في معركة الحديدة (1)، وبالتالي ستكون الحرب في الساحة اليمنية مفتوحة لأن الحل في اليمن سيكون سياسي وليس عسكري، ونأمل باسمنا أن تنتهي معاناة الشعب اليمني والسعي الجدي نحو الحل السياسي.

 

لبنان:

الرهان على تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية لمدة زمنية مفتوحة سيجعل الخيارات محدودة ، ولن يتم تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري إلا بعد موافقة الرئيس اللبناني ميشيل عون، وعليه فإن الشروط التي حددها عون هي من ستحدد معالم الحكومة وإن لم تتوافق مع الحريري فسيكون هناك حلين لا ثالث لهما، الأول استقالة سعد الحريري، والثاني أن يكون الحريري رئيس مكلف بدون تشكيل حكومة إلى حين التفاهم مع الرئيس عون، وعليه فإن رهان الحريري يتمحور حول ثلاثة نقاط، الأولى ضعف سوريا، الثاني خسارة إيران في العراق، الثالث المحكمة الدولية (في مقتل رفيق الحريري) والتي يجب أن تقدم أدلة الاثبات وهو ما لم يكن في المرافعة الأخيرة حتى كتابة هذا المقال، وعليكم بالحكم.

 

سوريا:

كانت تركيا هي راعية الحرب الأساسية تجاه سوريا وبالتالي الحل يبدأ من خلالها، وعليه نتجت القمة الأخيرة ما بين روسيا وتركيا، حيث تصور البعض على أنه اتفاق دائم، لكنه في الحقيقة محدد لفترة زمنية لا تتعدى الشهر منذ كتابة هذا المقال، وبالتالي إعطاء فرصة أخيرة لتسليم المسلحين للأسلحة الثقيلة ومحاربة التنظيمات الجهادية في أدلب من قبل تركيا وفصائلها حتى يأخذ حصته من الكعكة السورية مستقبلاً، وإن لم يكن كذلك ستكون الحرب قادمة على أدلب لا محال، وبالتالي هي المخرج المجمل لتركيا من الملف السوري حتى لا يحصل لتركيا ما حصل في حلب من انكسار عسكري وسياسي، وإن ما تم إقراره استراتيجيا كما هو موضح لكم في الخريطة التي أمامكم هي كالتالي:

  1. إن تحرير 7000 كم مربع بضربة عسكرية واحدة غير واقعي.
  2. إعطاء فرصة للحل السياسي الدبلوماسي مع النظر إلى نقاط الضعف في المنطقة والبدء بها بشكل غير مباشر عبر (الجهة الغربية – جسر الشغور وجبل الزاوية وسهل الغاب) (الجهة الشرقية – وصل مطار أبو الظهور بمنطقة الغاب ومعرة النعمان) ويبقى الريف الشمالي لحماة وخط الغاب ومعرة النعمان وبالتالي يكون المسلحين محاصرين لا حل سوى الاستسلام والتفاوض أو التصفية، وهو ما جعل تأجيل العملية العسكرية على أدلب (المدينة) واقعا، وتقسيمها إلى مراحل وبفترة زمنية أطول.

وبذلك سيكون التركي بشكلة مفاوضا وراعيا بشكل غير مباشر، وانخراط جماعاتها بمفاوضات سياسية مقابل انهاء الكنتون الكردي في شمال سوريا وهو هدف سوري – تركي مشترك، كما أنه جاءت المناورات الأمريكية في التنف والضربات الإسرائيلية على سوريا مؤخراً كرسائل للتركي بالصمود العسكري والاقدام بالحرب وأنهم على أتم الاستعداد للمساندة، لكن التركي عرف أنه سيباع حينها وسيتدخل في حرب مفتوحة خاسرة مقدما، كما حصل مع حادثه اسقاط الطيار الروسي وحينها عاقب روسيا تركيا بالقطيعة الاقتصادية لمدة 9 شهور حتى اعتذر اردوغان وتراجع، وبالتالي لن يكرر الخطأ مرة أخرى.

 

 

 

أضف تعليق