هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةلا مواجهة ولا تصادم

لا مواجهة ولا تصادم

الجمعة 14/09/2018      الكاتب: حسين الصباغه

 

~~في قراءة أولية يبدوا أن المحورين الامريكي والروسي عاجزين تماما عن خوض أي حروب مباشرة بل هي مجرد رسائل مبطنة لدفعها نحو التفاوض وللتنازل عن مجموعة من المكتسبات السياسية والاقتصادية في الملفات، فهناك عدة ملفات لازالت قيد الشد والجذب أهمها:

في مجال العقوبات:
في علم السياسه يتأكد لنا يوما بعد يوم أهمية الحروب الاقتصادية تجاه الدول خاصة إذا كانت تتجه نحو مصادر الطاقة أي (النفط والغاز) وفيما يبدوا أن الولايات المتحدة لازالت تفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية تجاه كل من روسيا والصين وإيران لكن في مجال الطاقة يشمل إيران مصدره النفط وروسيا مصدره الغاز المسال، وبعد اعتلاء النفط الامريكي قمة التصدير العالمية فإنه من المنطقي أن يتم التوجه نحو محاربه الطاقه لدى المنافسين، فالتفاهمات الروسية-الأمريكية اتجاه الغاز المسال أصبحت مهدده ما إن قامت الولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات في هذا المجال بناء على سلوك روسيا تجاه إيران وسوريا، وهو ما جاء بالرد الروسي والصيني والإيراني بالمناورات العسكرية التي اقيميت بين روسيا-الصين باسم الشرق٢٠١٨ وتأكدا على الاستعداد العسكري للمواجهة في رسالة مبطه إلى الولايات المتحدة عنوانها (جميع الخيارات مفتوحه).

في الملف العراقي:
شهدنا مؤخرا أحداث مؤسفه في جنوب العراق (البصرة) وهي مكتسبات وحقوق طبيعية لدى المواطن العراقي المغلوب على أمره، لكن في السياسه يتم استخدام تلك الوسائل لفرض تفاهمات وخيارات سياسية جديدة وفرض واقع جديد، وبعيدا عن المطالبات الحقيقية فإن المغزى السياسي يوضح لنا على ما يبدوا بأن العبادي اتجه قليلا نحو المحور الامريكي وراهن عليه وجاءت على إثر لك أحداث البصرة الاخيرة ولكن خسر ورقة الراهن وبات العراق أسير لتوافق أمريكي-إيراني بعدما أكدت إيران أنها لن تتهاون عن مكتسباتها السياسية في العراق لو كلفها ذلك تصادم وحروب.

في الملف اليمني:
يبدوا أن الفشل الأخير في الملف اليمني بشأن المحادثات اليمنية سيسجل في سجلات الأمم المتحدة التي رفضت تأمين البعثه التي يمثلها الحوثي للخروج والعودة إلى صنعاء وإعطاء الضمانات اللازمة لذلك، وبالتالي اتجه الخيار عسكريا بعدما فشلت المحادثات السياسية وبدعم أمريكي معلن بشكل غير مباشر بتطرقها بأنه لاجرائم ضد الانسانية في اليمن بعكس ما أشار له تقرير الأمم المتحدة مؤخراً، وعليه نؤكد رفضنا للخيارات العسكرية التي أنهكت اليمن منذ يومها الأول ومازالت إلى أجل غير مسمى، فالشعب اليمني ضحية صراعات سياسية مفتوحه ولامسؤولة.

الملف السوري:
تتصدر أدلب الملف السوري والمواجهة المرتقبة التي أسميها بأم المعارك السورية، ويبدوا أن مؤتمر أستانا الاخير قد أخرج تركيا من التحالف الروسي-الإيراني الذي سيقود المعركة بأدلب، وعلى ما يبدوا أن المعلومات التي دفعت باتجاه تسليح تركيا للارهابيين في أدلب فيها نسبة كبيرة من الصحة، على الرغم من تعهدات تركيا بمحاربة النصرة، أو اخراجها من الموضوع تماما، وعليه نؤكد رفضنا لاستهداف المدنيين أينما كانوا لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تبقى أدلب معقلا للارهاب التي أكدت أوروبا رفضها لعودة منتسبيهم الارهابيين في أدلب إلى ديارهم بعدما صرحت فرنسا بذلك بشكل مبطن، وبالتالي فان الانتهاء من استعادة أدلب بات ضرورة أمنية دولية وإقليمية.

دمتم بود

 

 

أضف تعليق