خط النار .. الفصل ما قبل الأخيره من الحرب السورية

الأحد 29/07/2018      الكاتب: حسين الصباغه

 

دائما ما تكون السياسية مختلفة فيما يطرح داخل الغرف المغلقة او خارجها .. وهي حقيقة ما تعرف باسم الدبلوماسية ..

باختصار شديد .. ان اسقاط طائرة سيخوي روسية تابعة للجيش العربي السوري بعد مغادره لافرورف للكيان الصهيوني لهي جواب على سؤال قد طرح خلف الأبواب المغلقة ..
لنعود قليلا الى بدايات الازمة في سوريا -أي قبل ٨ سنوات- عرض بوتين مبادرة على اسرائيل ارسال قوات روسية لحماية خط الاشتباك الفاصل بين سوريا واسرائيل لعام ١٩٧٤ لكن قوبل ذلك بالرفض من اسرائيل .. طبعا كان الرفض استخفافا بروسيا وثقت اسرائيل بانتصار الثورة في سوريا واسقاط دمشق وتحول سوريا الى حليف بالقيادة الجديدة .. بالاضافة الى محاصرة الجنوب اللبناني واخراج روسيا من سوريا .. هكذا توهم نتنياهو حينها ..
بعدما حسم امر الثورة في سوريا بانتصار النظام على الارهاب توجه نتنياهو الى موسكو خلال عام من كتابة هذا المقال لأكثر من ٥ مرات وكان رجاء نتنياهو هو العودة لخط العودة عام ١٩٧٤ لكن قوبل برفض وحزم سوري والغاء خط العودة الذي وضعه كيسنجر بعدما عملت اسرائيل على ادخال جبهة النصرة من خلاله في بدايات الثورة في سوريا وباتت المنطقة دون حدود او خطوط ..
ما قام به بوتين مؤخرا هو استثماره للرد السوري .. فكما يحلب ترامب العرب .. يحلب بوتين الصهاينه عبر استثمار قلقهم الوجودي .. في الحقيقة بوتين لا يؤيد انكفاء ايران في سوريا ولا يهمه هذا الامر بالأساس .. كل ما يهم بوتين هو ان تقدم اسرائيل عرض بمقابل ضمان عدم فتح جبهة على الحدود السورية مع الكيان المحتل ويبدوا ان السوريين قد وضعوا اعادة الجولان نصب أعينهم مع ضمانات أمنية لاسرائيل دون اي معاهدات سلام ودون مساس للسيادة السورية .. لانه في عرف السياسه من يملك الارض يمتلك القوة والعرض الذي تقدم به نتنياهو لعودة خط العودة ١٩٧٤ بات دون قيمة تذكر .. واخر ما طرحه نتنياهو هو اتفاقيه مشابهه لكامب ديفيد في الجولان وهو ما تم رفضه مؤخراً وهو ما كان جوابه اسقاط الطائرة -الروسية الصنع- التابعة للجيش العربي السوري ..
طبعا الرسالة التي اوصلتها القيادة السورية لنتنياهو هو انه ما ان تعود سوريا لعافيتها فإن حدودها الشمالية محيط -الجولان- لن تكون في مأمن وتدور الدوائر باستبدال جبهة النصرة قبل ٨ سنوات الى حزب الله وهو ما يمثل كابوسا لإسرائيل ..
نعم نتنياهو عمل كقائد عام للربيع العربي وتعهد باسقاط سوريا والحد من نفوذ ايران دون رصاصه واحدة لكن تحري الرياح بما لا تجري السفن .. وعليه فإن اسقاط الطائرة السورية هو لرفع الحرج الشديد والضغوط فب الداخل الاسرائيلي في عجز اسرائيلي لاسقاط سوريا وعلى ما يبدوا خسارة الجولان وعودتها للحضن السوري ..

نقطة خارج السطر ..
يتميز بوتين بمناوره خصومه ببراعه .. فهو يستضيفهم وهو يعلم انهم يتآمرون عليه من الخارج لكنه يسقطهم واحدا تلو الآخر وكلا في ميدانه .. وهو ما قام به في مؤتمر جنيف الاول للأزمة في سوريا مما ساهم تفكيك المعارضه استخباراتيا وسياسيا واسقاطها عسكريا ..
وهو من لقن اردوغان درسا مهما عندما تجرأ وأسقط الطائرة الروسية في سوريا حيث جعل الاكراد يصلون الى تركيا مما جعل اردوغان يتوسل للروس في لملمة الفوضى التي حصلت في شمال سوريا .. وهو من احرج الاسرائيلين اليوم سياسيا عندما عرض عودة الجولان دون شروط وهو يعلم انهم لا يريدون باسقاطهم للطائرة السورية .. وعليه فان استمرت سوريا برغبتها ستعود الجولان الى الحضن السوري عاجلا ام آجلا او يفرضون واقعا جديداً ..