هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةالعلاقة الأمريكية - الكورية إلى أين؟

العلاقة الأمريكية - الكورية إلى أين؟

الأربعاء 25/07/2018      الكاتب: حسين الصباغه

 

إن العلاقات الدوليّة غالباً ما تستند الى مجموعة من النظريات في آلية العمل بالنظام الدولي ..

وتعتبر النظرية (الواقعية) واحدة من أهم النظريات من بين النظريات الاخرى (المثالية، القانونية، السلوكية، التوازن) ..

ففي التفاعلات الدوليّة قد لا تأبه الدول كثيراً للمعايير السلوكيّة أو المثالية أو حتى القانونية، بل المحرك الأساسي هي (المصلحة) وهي جوهر المدرسة الواقعية وأركانها القوة والمصلحة..

تعتبر النظرية الواقعية حجر الأساس في السياسة الخارجية الأمريكية بدليل تحول تهديدات ترامب مع الرئيس الكوري الى مصالحه وتفاوض ..

هناك مجموعة دوافع لكل طرف جعلت من المصالحة ضرورة وهي كالتالي:

الولايات المتحدة
النهج الامريكي الحالي بقيادة ترامب هي الواقعية في أزهى صورها وهي تندرج تحت بندي القوة والمصلحة ..

صحيح إن خطاباته فضفاضة وتفتقد لللباقة الدبلوماسية لكنها واضحه بعكس سلفه أوباما وعليه جاء تجاوب كيم معه من هذه الناحية ..

وبعد تهديد ترامب لكوريا الشمالية مراراً وتكراراً قبلوا بالحوار تحقيقا للمصلحة بتنازلات امريكية غير معلنه وظروف داخلية وخارجية كورية غير واضحه ..

تهدف الولايات المتحدة في الوقت الحالي من اخلاء منطقة شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وسط تصاعد قوة الصين وروسيا والهند ..

وعليه خارجياً تسعى الولايات والمتحدة الى اتساع دائرة صداقاتها مع دول العالم للبقاء على رأس الهرم العالمي وهو ما دفعها للتحاور مع كوريا الشمالية وإن لم تنجح ..

أما داخليا فهو لكسب ترامب الدعم الشعبي مما يدفعه نحو ولاية ثانية في الانتخابات الامريكية القادمة كهدف ثاني بعد الدفع الاقتصادي الذي حققه ..

تفاوضت كوريا الشمالية من منطلق القوة ولا يعني ذلك خضوع أمريكي بقدر ما أن طبيعة الساحة الدولية تدفعها الواقعية السياسية ومصالحها القومية بالدرجة الأولى ..

أما كوريا الشمالية

إن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية انهكت الدولة الكورية والشعب أصبح يعاني بشكل حقيقي بالاضافة إلى العزلة الدولية ..

وعليه تم التفاوض على ٤ بنود أساسية وهي:
١- ان تكون شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح.
٢- اقامة علاقات تجارية متبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
٣- تسوية الخلافات الكورية الشمالية-الجنوبية.
٤- تقديم ضمانات استمرار الحوار بين الاطراف.

تم اللقاء الامريكي الكوري بعد تهديد ووعيد .. لكنه جاء ذلك انطلاقا من من مصالحهما القومية وواقعيتهما السياسية ..

وعليه سيكون على الجانبين تقديم جملة من التنازلات اهمها تجميد وتقليل النشاط النووي الكوري الشمالي لاستمرار النظام وفك الحصار الدولي وهو ما سيتكرر في حال استمر ترامب لولاية ثانية مع ايران ..

ختاما في السياسية لا توجد عداوة دائمة ولا مصالح دائمة .. توجد مصالح مشتركة ومتبادلة ..

 

 

أضف تعليق