هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةقراءة في الفكر السياسي الشيعي

قراءة في الفكر السياسي الشيعي

الخميس 19/07/2018      الكاتب: حسين الصباغه

 

 

إن الفكر الشيعي في الإسلام تبلور حول أساس حب آل بيت رسول الله، ولما كان الصراع السياسي على أوجه في بدايات التاريخ الإسلامي، ظهرت العديد من النظريات داخل الفكر الشيعي أهمها نظرية الإمامة وهي حصر الإمامة بنسل الإمام علي عليه السلام، وتميزت على إثر ذلك الإثني عشرية بحصر الفرقة الإمامية بال١٢ امام آخرهم الإمام محمد بن الحسن العسكري (الامام المهدي).
لكن اختلف الباحثين في نظرية الإمامة بعد وفاة الإمام الحسن العسكري بطرح السؤال هل من المؤكد تاريخيا أنه ترك ولداً يكمل سلسلة الأئمة؟ وهو ما طور فكرة غيبة الإمام المهدي وهي ما أدت بذلك إلى أزمة كبرى في الفكر السياسي الشيعي بغياب الإمام الولي على الأمة ما بين اعتزال العمل السياسي لحين ظهور الإمام أو تفويض الفقهاء بتولي مهام الإمام الغائب!
وطبعا ساهمت هذه التفاصيل بتطور الفكر السياسي الشيعي منذ زمن الغيبه إلى ظهور ولاية الفقيه عام ١٩٧٩.
ان فكرة الإمامة مستلهمة من صلاح أهل البيت عليهم السبام بلا غلو أو مبالغة لكن لم تستمر على ذلك بعد وفاة الإمام الحسن العسكري فعصف التاريخ بالأحداث المأساوية المليئة بالدماء والتأثر بالفلسفات الفارسية حتى حدث تطور كبير في فكرة الإمامية بين القرنين الثالث والخامس الهجري بما عرف اليوم بالإمامة الإلهية وهي اختيار الله جل وعلى للأئمة الأثنى عشر.
كما أن الصراع على السلطة السياسية انقسم ما بين الإمام علي عليه السلام كرمز للمهمشين وبين معاوية بن ابي سفيان كرمز للقبيلة والثراء ولذلك التفت جماهير واسعة حول آل البيت ونظروا إليهم كقادة ملهمين مما أدى إلى قيادة آل البيت لثورات ضد تعسف الأمويين والعباسيين.
وعليه تقوم نظرية الإمامية بأن الخلافة باتت محصورة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في الإمام علي عليه السلام وأهل بيته بشكل عمودي تنتهي بالإمام المهدي المنتظر الذي غاب غيبته الصغرى وكان يتواصل مع السفراء الأربعة وغاب غيبته الكبرى بعد موت السفير الرابع إلى يومنا هذا ولن يخرج إلا في نهاية الزمان.
وعليه فإن فكرة الإمامة لا تقع باختيار الأمة للإمام بل من عند الله بالنص عليه أو بالوصيه من والده الإمام السابق، وهي معاكسه تماما للنظرية السنية التي بنيت على الاختيار والبيعه من قبل فئة من الأمة عرفت بأهل الحل والعقد.
للأمام ولاية مطلقة على الأمة فهو معصوم عن الخطأ ولكن لم تعرف هذه النظرية ذلك في الأوساط الشيعية أو أهل البيت أنفسهم في القرن الأول الهجري أنما نشرت بعدها بقرون فكرة العصمه وظهرت في الكوفة لا المدينة.
وبالتالي فإن المؤرخين يرون عدم تطابق ما بين تاريخ الأئمة الشيعة ونظرية الإمامة بدليل أن الإمام علي عليه السلام كان يؤمن بالشورى وأن واقع حياة الأئمة وولايتهم لم تكن تتفق مع المنزلة شبه المقدسة بدليل أن النظرية تؤكد على أن الأئمة يكون توليتهم من الله لكن كان يموت الإمام الموصى له بحياة والده كما مات أسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق ، فكيف يموت إمام موصى له!؟
هنا تم تطوير مبدأ البداء وهو ما يعني أن الله بدّل في إرادته وهو ما جعل النظرية الشيعية تقع في تناقضات كبيرة .
بعد غيبة الإمام المهدي دخل الأثنى عشرية مرحلة عرفت بمرحلة الانتظار (انتظار الامام الغائب) واتسمت بالسلبية السياسية وتعطيل الاجتهاد الفقهي والزكاة وإقامة الحدود وصلاة الجمعة وعطل الاجتهاد الابتدائي.
وقد حدد الكتاب نظريات الدولة الشيعية بأنها باتت على مفترق ثلاثة خيارات:
١- خيار اعتبار إدارة الدولة والسلطة من مهام الامام المعصوم وبذلك برزت ندرية الانتظار ورفض السلطة.
٢- خيار الصلاحيات المحدودة للفقهاء والمحدثين ويطلق عليها بالولاية الحسبية المحدودة.
٣- خيار الصلاحيات المطلقة للولي الفقيه وظهرت أولى بوادره قي عصر المحقق الكركي وكورها الشيه أحمد النراقي وطبقها الإمام الخميني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في القرن الخامس الهجري استنبط العلماء الشيعة فكرة النيابة الواقعية عن الإمام المهدي وبالأخص في مجال القضاء، وبذلك أصبح المرجع الديني يحتل موقعا متميزا لا يضاهيه إلا إمام معصوم، كما أنه لا اجماع بين علماء الشيعة على نظرية ولاية الفقيه لأن البعض يراها أنها نتاج دولة ثيوقراطية (الحكم الديني) باسم التشيع.

إن الفكر الشيعي في الإسلام تبلور حول أساس حب آل بيت رسول الله، ولما كان الصراع السياسي على أوجه في بدايات التاريخ الإسلامي، ظهرت العديد من النظريات داخل الفكر الشيعي أهمها نظرية الإمامة وهي حصر الإمامة بنسل الإمام علي عليه السلام، وتميزت على إثر ذلك الإثني عشرية بحصر الفرقة الإمامية بال١٢ امام آخرهم الإمام محمد بن الحسن العسكري (الامام المهدي).
لكن اختلف الباحثين في نظرية الإمامة بعد وفاة الإمام الحسن العسكري بطرح السؤال هل من المؤكد تاريخيا أنه ترك ولداً يكمل سلسلة الأئمة؟ وهو ما طور فكرة غيبة الإمام المهدي وهي ما أدت بذلك إلى أزمة كبرى في الفكر السياسي الشيعي بغياب الإمام الولي على الأمة ما بين اعتزال العمل السياسي لحين ظهور الإمام أو تفويض الفقهاء بتولي مهام الإمام الغائب!
وطبعا ساهمت هذه التفاصيل بتطور الفكر السياسي الشيعي منذ زمن الغيبه إلى ظهور ولاية الفقيه عام ١٩٧٩.
ان فكرة الإمامة مستلهمة من صلاح أهل البيت عليهم السبام بلا غلو أو مبالغة لكن لم تستمر على ذلك بعد وفاة الإمام الحسن العسكري فعصف التاريخ بالأحداث المأساوية المليئة بالدماء والتأثر بالفلسفات الفارسية حتى حدث تطور كبير في فكرة الإمامية بين القرنين الثالث والخامس الهجري بما عرف اليوم بالإمامة الإلهية وهي اختيار الله جل وعلى للأئمة الأثنى عشر.
كما أن الصراع على السلطة السياسية انقسم ما بين الإمام علي عليه السلام كرمز للمهمشين وبين معاوية بن ابي سفيان كرمز للقبيلة والثراء ولذلك التفت جماهير واسعة حول آل البيت ونظروا إليهم كقادة ملهمين مما أدى إلى قيادة آل البيت لثورات ضد تعسف الأمويين والعباسيين.
وعليه تقوم نظرية الإمامية بأن الخلافة باتت محصورة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام في الإمام علي عليه السلام وأهل بيته بشكل عمودي تنتهي بالإمام المهدي المنتظر الذي غاب غيبته الصغرى وكان يتواصل مع السفراء الأربعة وغاب غيبته الكبرى بعد موت السفير الرابع إلى يومنا هذا ولن يخرج إلا في نهاية الزمان.
وعليه فإن فكرة الإمامة لا تقع باختيار الأمة للإمام بل من عند الله بالنص عليه أو بالوصيه من والده الإمام السابق، وهي معاكسه تماما للنظرية السنية التي بنيت على الاختيار والبيعه من قبل فئة من الأمة عرفت بأهل الحل والعقد.
للأمام ولاية مطلقة على الأمة فهو معصوم عن الخطأ ولكن لم تعرف هذه النظرية ذلك في الأوساط الشيعية أو أهل البيت أنفسهم في القرن الأول الهجري أنما نشرت بعدها بقرون فكرة العصمه وظهرت في الكوفة لا المدينة.
وبالتالي فإن المؤرخين يرون عدم تطابق ما بين تاريخ الأئمة الشيعة ونظرية الإمامة بدليل أن الإمام علي عليه السلام كان يؤمن بالشورى وأن واقع حياة الأئمة وولايتهم لم تكن تتفق مع المنزلة شبه المقدسة بدليل أن النظرية تؤكد على أن الأئمة يكون توليتهم من الله لكن كان يموت الإمام الموصى له بحياة والده كما مات أسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق ، فكيف يموت إمام موصى له!؟
هنا تم تطوير مبدأ البداء وهو ما يعني أن الله بدّل في إرادته وهو ما جعل النظرية الشيعية تقع في تناقضات كبيرة .
بعد غيبة الإمام المهدي دخل الأثنى عشرية مرحلة عرفت بمرحلة الانتظار (انتظار الامام الغائب) واتسمت بالسلبية السياسية وتعطيل الاجتهاد الفقهي والزكاة وإقامة الحدود وصلاة الجمعة وعطل الاجتهاد الابتدائي.
وقد حدد الكتاب نظريات الدولة الشيعية بأنها باتت على مفترق ثلاثة خيارات:
١- خيار اعتبار إدارة الدولة والسلطة من مهام الامام المعصوم وبذلك برزت ندرية الانتظار ورفض السلطة.
٢- خيار الصلاحيات المحدودة للفقهاء والمحدثين ويطلق عليها بالولاية الحسبية المحدودة.
٣- خيار الصلاحيات المطلقة للولي الفقيه وظهرت أولى بوادره قي عصر المحقق الكركي وكورها الشيه أحمد النراقي وطبقها الإمام الخميني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في القرن الخامس الهجري استنبط العلماء الشيعة فكرة النيابة الواقعية عن الإمام المهدي وبالأخص في مجال القضاء، وبذلك أصبح المرجع الديني يحتل موقعا متميزا لا يضاهيه إلا إمام معصوم، كما أنه لا اجماع بين علماء الشيعة على نظرية ولاية الفقيه لأن البعض يراها أنها نتاج دولة ثيوقراطية (الحكم الديني) باسم التشيع.

 

 

 

أضف تعليق