هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةعالم متعدد القطبية

عالم متعدد القطبية

الثلاثاء 20/03/2018      الكاتب: حسين الصباغة

 

جمعيا شاهد تتويج الرئيس الروسي بوتين لولاية رابعة، وجميعنا يعلم بأنها رسالة من الشعب الروسي نتيجة لخطط بوتين وخطواته في وضع روسيا كقوة إقليمية عالمية بجانب الولايات المتحدة، ذكرت في كتابي (النظام العالمي الجديد) والذي صدر في العام 2015 بأن العالم بات مقبلاً على تحول قطبي يتحول فيه العالم من أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى عالم ثاني أو متعدد الأقطاب سواء كان ذلك بانضمام روسيا أو الصين أو الاُنين معاً.

المسألة باتت واضحة وكل السنوات الثمان الماضية في منطقة الشرق الأوسط لما سميت (بالربيع العربي) هي مجرد خطوات ممنهجة لشيطنة دول مقابل الأخرى بسلاح النفط والإعلام والطائفية وباسم حرية الشعوب والديمقراطية، ففي ليبيا ها هو سيف الإسلام القذافي (نجل المقتول معمر القذافي) بعدما تدخل الناتو بضرب ليبيا وتدميرها وقتل رئيسها بحجة أنه عدو للديمقراطية، ها هو نجله يعود وسيفوز بالانتخابات المقبلة بنسبة كبيرة، لكن سيتسلم ليبيا متأخرة لعشرات السنين، أما ما يحصل في سوريا فهو لا يختلف كثيرا عن ما حصل في ليبيا الفرق الوحيد هو وقوف روسيا كحليف قوي وشريك موثوق به مع نظامها السياسي للحفاظ على الدولة، وباتت قريبة من تحقيق ذلك والمساومة بقوة، لأن من يمتلك الأرض يمتلك القوة، وأن التهديدات الأخرى باتت في زمن الوهم لأن روسيا أعلنت أن أي اعتداء على حلفاءها فهو اعتداء على روسيا وسيكون الرد غير متوقع.

المسألة باعتقادي دون الخوض في أي من الملفات هي الملفات الاقتصادية وما تحمله من سياسة، فالمحرك الأساسي للدول والمساعي السياسية هي لمكتسبات اقتصادية لا أكثر، ليس من أجل الشعوب وليس من أجل الحرية أو الديمقراطية المزعومة بقدر ما هو استيلاء الثروات ونهبها وتقاسمها مع الغرب.

النقطة التي أريد الحديث عنها هو القضية الفلسطينية، إن خطوات ترامب الأخيرة بشأن نقل القدس لم تتم دون ضوء أخضر خليجي، وقلت سابقا في تغريدة مقتبسة "انتهاء وحل القضية الفلسطينية يعني انتهاء دور إيران بالمنطقة" بتاريخ 25 مايو 2016، ويبدوا أن الولايات المتحدة قررت دعم الدولة الواحدة لإنهاء القضية الفلسطينية بأي شكل وهناك توافق مع حلفاءها في الخليج لذلك، وبالتالي انهاء الدور الإيراني أو بالأحرى الشرعية الإيرانية بالمنطقة باسم الدفاع عن القدس وتحريره، لكن ما لا يعيه بعض حلفاء الولايات المتحدة أن هذه الخطوة هي فخ لإنهاء القضية الفلسطينية دون أي متكسبات عربية، وأن الأمريكي لا يهمه سوى إسرائيل ومصالحها ولو تعارضت مصالحها مع مصلحة حلفاءها الخليجين فبالطبع سيكون لإسرائيل نصيب الأسد، المسألة واضحه لكن قلة الخبرة ستلعب دور في هذا المجال.

الاستهتار السياسي واللعب في وتر القضية الفلسطينية هو لعب بالنار، وأنا أي حسابات خاطئة فعواقبها وخيمة جداً على الشأن العربي والخليجي.

نقطة أخرى:

أنا بكل صدق لا أثق بأي نظام سياسي ديني، وأعلم أنه على سبيل المثال، إيران تعاني من فساد النظام واستغلاله لشعبه، لكن لا يجب أن نرى طرف ونغض بالأخرى ففي المقابل النظام الآخر يعاني مما تعانيه إيران أي وجهين لعملة واحدة، والمسألة هي بسط نفوذ.

دمتم بود

 

 

أضف تعليق