هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةمشكلة ثقافة

مشكلة ثقافة

الخميس 26/10/2017      الكاتب: حسين الصباغة

 

لا غريب في أن كل ما يحصل في الكويت من تردي خدمات أو أوضاع بشكل عام كانت نتيجة نقطتين مهمتين هما سوء الإدارة والثقافة، فالمواطن الكويتي أصبح يئن في بلد صغير ذو دخل كبير وأصبح التردي على كافة الأصعدة سمة رائجة بين المواطنين، وحتى الآن لا نجد الحل لتلك المشكلة، قالها د. أحمد الربعي سابقا بأن المواطن يشتكي والنائب يشتكي والوزير يشتكي والتاجر يشتكي إذا من الذي لا يشتكي، أين مكامن الخلل؟

في الحقيقة الجواب واضح لكن لا نريد الاقتناع به، المشكلة ثقافية بحته، نعم الحكومة أهملت تطوير المنشآت الحكومية فيما سبق وجاءت مشاريع الديوان الأميري لإنقاذ الحكومة من الإجراءات البطيئة والمعرقلة للمشاريع فنفذ مشاريع جعلت المواطنين يتنفسون الصعداء، لكن ما زالت المشكلة موجودة وهي بسبب اهمال تطوير المواطن الكويتي، دعونا نترك العاطفة قليلا ونتحدث بالمنطق، ما يحصل في الشوارع من تجاوزات وتعدي للماره ماذا يمكن أن نسميه؟ سوء تعاملنا مع المرافق العامة ماذا يمكن أن نسميه؟ تجاوزنا للقوانين والأنظمة ماذا يمكن أن نسميه؟ كثرة القضايا في المحاكم ماذا يمكن أن نسميه؟ التحدث بالعموميات حول الفساد دون تحديد المشكلة الحقيقية ماذا يمكن أن نسميه؟ الشهادات الوهمية ماذا نسميها؟ اختياراتنا السيئة لممثلينا البرلمانيين ماذا نسميه؟ إنها الثقافة.

مشكلتنا في ثقافتنا، أصبحنا كمواطنين نحاول إيجاد شماعة لكي نعلق عليها كل الفشل الذي نحن فيه اليوم، سواء كان الحكومة سابقاً أو الوافد اليوم!

الفساد وسوء الإدارة لم يكن بين الطبقات بشكل عامودي أي أن هناك فاسدا واحدا يتحكم بنواحي الفساد في البلد، بل الفساد المتفشي هو فساد افقي في كل طبقة مجموعة تدير هذا الفساد، والغالب منها بكل أسف مواطنين، لذلك نجد الحكومة عاجزة والنائب عاجز والمواطن عاجز، المواطن الكويتي (الغالب) أصبح يرى أن مشكلة البلد تكمن اليوم بالوافدين، رغم أن المشكلة في 2012 وما سبقها كانت في نظره بالحكومة، لم يسعى يوما إلى إعادة النظر في نفسه وبمن حوله، لم تكن يوما ثقافتنا خيارا بل واقعا وضرورة يجب العمل بها ، يجب أن نتوقف عن مجاملة أنفسنا فورا والبدء في إصلاح أنفسنا وتعزيز ثقافتنا في مختلف النواحي لكي يصلح حال المجتمع والذي ينعكس بدوره في اختياراته لنوابه حتى ينصلح بها حال الحكومة وينعكس هذا الإصلاح على الوافد والبلد، المشكلة تكمن في تهربنا من مسؤوليتنا كمواطنين مسؤولين عن البلد وشركاء في الحكومة بإدارة وحماية مرافق البلد، وهي التي يجب التركيز عليها، إن تطور الإمارات العربية المتحدة لم يكن يوما ببناء المباني والمرافق العامة، بل ببناء المواطن الإماراتي وتطوير عقليته ليصبح مواطنا إيجابيا وبنّاء، هكذا يجب أن يكون وإلا لن ينصلح حال البلد لو وضعت 100 حكومة وتبدل المجلس 1000 مرة.

دمتم بود.

 

 

أضف تعليق