هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةالاتفاق النووي والانسحاب الأمريكي

الاتفاق النووي والانسحاب الأمريكي

الأربعاء 11/10/2017      الكاتب: حسين الصباغة

 

ما هو متوقع في الأيام القادمة والأنباء القادمة من واشنطن بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقوم بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني على أن يتم فرض العقوبات من جديد خلال 60 يوما إلا أن التصريح اللافت لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "مورغيني" الذي أكدت فيه أن الاتفاق النووي هو اتفاق دولي مرتبط بالعالم أجمع وليس بدولة أو دولتين في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأكدت مرغيني بأنه يجب الحفاظ على هذا الاتفاق خصوصا من الدول 5+1 خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في 7 تقارير صادرة ومصدقة من قبلها منذ تطبيق الاتفاق النووي التزام إيران بتعهداتها من هذا الاتفاق على أكمل وجه ضمن إطار "خطة العمل المشتركة والشاملة".

والسؤال هنا لماذا إذا كل تلك التصريحات والتهديد بالانسحاب والادعاء بأن إيران قد خالفت ما يسمى "روح الاتفاق" ومن هو الذي يقيس هذه الروح أساساً؟

إن حالة التخبط لدى الأمريكيين واستمرارها يدل على تراجع مستوى السياسة الدولية الأمريكية خاصة في الملفين الكوري الشمالي والسوري ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد، فالولايات المتحدة قامت بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول وضربها متى ما تشاء بالإضافة إلى استصدار قرارات عنوة تحت هذه الحجة، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي الذي يسعى إلى تثبيت قيمة الشرعية الدولية وهو ما أكده تصريح موريغيني حول ثبات الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي حتى وإن انسحب الولايات المتحدة منه لان لا يعتبر لاغياً بالضرورة.

أما بالنسبة إلى أنه لماذا كل تلك التهديدات والتصريحات الأمريكية بالانسحاب فهي لخلط الأوراق السياسية ووضع إيران في موقع يساعد الغرب إلى توجيه ضربات استباقية لمحاصرتها مجدداً وجس نبض الدول الكبرى الموقعة على الاتفاق وهو ما قطعته مورغيني ورفضته في تصريحاتها الأخيرة، الذي أكد أن كل التهديدات الأمريكية دون جدوى وأنه يعود لها بشكل خاص دون تعميم على الموقف الأوروبي والدولي من الاتفاق، بالإضافة إلى تبيان التخبط السياسي الداخلي الذي تعيشه الولايات المتحدة في عهد ترامب في ظل التناقضات مع الدولة الأمريكية العميقة، باختصار شديد لن يجرؤ.

دمتم بود

 

 

أضف تعليق