هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةقواعد اللعبة تغيرت!

قواعد اللعبة تغيرت!

الخميس 07/09/2017      الكاتب: حسين الصباغة

 

الكثير من الناس الداعمين للثورة السورية استغربوا من تصريحات المبعوث الأممي ديمستورا والذي أكد فيها على ضرورة أن تقتنع المعارضة السورية بأن قواعد اللعبة تغيرت، فهو لم يأتي بالجديد للمتابع السياسي الواقعي والذي يرى الأحداث في سوريا بدقة عالية، لأنه بالفعل كلها مسألة وقت حتى يستعيد الجيش العربي السوري الجغرافيا السورية بأكملها وإخضاع المناطق المتبقية تحت عنوان التسويات السياسية دون أن يمتلكوا ورقة واحدة على الطاولة للتفاوض السياسي.

ذكرتها في مرات سابقة بأن الحل السياسي في سوريا بات مستبعدا منذ استعادة حلب من يد الإرهابيين وبأن الحسم العسكري هو الخيار المطروح لأن الخيار السياسي تأخر كثيرا حتى فات أوانه، المسألة باتت أصعب بكثير لدى المعارضة السورية التي باتت تنتظر رواتبها من الدول الداعمة لها كل شهر مره تقتات على الولايات المتحدة ومره على فرنسا وهكذا.

عاش المعارضين السوريين الوهم الأمريكي بأنهم سيكسبون الحل السياسي الذي يناسبهم لكنهم تفاجؤوا بالواقع المر الذي يذوقونه اليوم، فنحن بلا شك مع أي معارضه لكن المعارضة التي ترفع السلاح بوجه وطنها لا يستحق تصنيفها بالمعارضة الوطنية ، هذه قاعدة أؤمن بها أينما كانت ، لذلك فشل الحل السياسي بأسره وأصبحت قواعد اللعبة تتجه بمسألة وقت نحو بقاء النظام السوري ولا يوجد بيد الولايات المتحدة سوى العقوبات المالية لتحقيق الموازنة الفاعلة ولن تجني منها نتيجة إيجابية بكل تأكيد لأن إيران وروسيا وسوريا يعلمون جيداً أن تلك العقوبات لم تجدي نفعاً، كأن الولايات المتحدة تتصرف كرب أسرة وروسيا وإيران أبناءها تحرمهم من المصرف حينما تشاء ، وهي بالتأكيد سياسة طفولية لن تجني منها سوى الفشل وهو ما نراه اليوم حقيقة وأخرها ملف كوريا الشمالية.

ندين التجارب النووية الأخيرة لكوريا الشمالية لكن نؤكد أن ما وصلت له اليوم هو بسبب السياسات الأمريكية المتناقضة والعقوبات التي تزداد يوما بعد يوم دون أن نعلم حقيقة ماذا تريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية، وقد أثبت لنا اليوم صحة مقولتنا بأن العقوبات الاقتصادية لم تعد تجزي نفعاً مع كوريا الشمالية أو غيرها بدليل أنها باتت تطور الأسلحة النووية والهيدروجينية وسيستمر التصعيد كلما ازدادت العقوبات في انفلات واضح للمنظومة الدولية ، لذلك أثبتت الأيام بأن احتواء أوباما للبرنامج النووي الإيراني بالاتفاق والذي هاجمه الخليجيون في ذلك الوقت هو تداركا للأخطاء التي حصلت مع كوريا الشمالية وأثبتت الأيام صحة دعمنا لذلك الاتفاق تحت الرقابة الدولية وقصر نصر معارضيه ورافضيه .

كما طالبت الولايات المتحدة روسيا والصين بفرض العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية ومحاصرتها وضحك بوتين حقيقة من هذا الطلب متسائلاً هل نفرض عقوبات نحن نتضرر منها ؟!

لم يعد سوى الولايات المتحدة إلا أن تفرض الحرب الاقتصادية على روسيا والصين وهو انتحار اقتصادي لأنه سيسقط الدولار بالضربة القاضية، من الآخر قواعد اللعبة تغيرت ولنرى ما سيكون في قادم الأيام.

دمتم بود

 

 

أضف تعليق