هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةرثاء لقلب الفنان الكبير ..

رثاء لقلب الفنان الكبير ..

الأحد 13/08/2017      الكاتب: حسين الصباغة

 

في مثل هذه الأوقات تختلط المشاعر ما بين ضحكة عابره وحزن عميق، تختلط فيها الكلمات التي لا توفي بحق من رحل وغادرنا ببسمة أخيره تنبري لها القلوب العاشقة، زرع هذا الرجل بعطاءه طوال نص قرن ضحكات في قلب كل عربي، خليجي وكويتي، فأصبح كنزاً لتاريخه الزاخر بالعطاء، أعتذر عن هذا المقال الخارج عن نطاق السياسة، فعبدالحسين هو السياسة هو الفن هو العطاء، وأنا أعلم يقيناً بأن هذه المقالة لن تكون سوى مجرد نص من نصوصه العابرة، فهو يستحق أكثر مما ناله أسوه بزملائه وممن عاصروه في جيله الذي لم ولن يتكرر.

مضى اليومين الماضيين على الكويتيين بطعم العلقم المر، مصدومين، عاجزين عن التعبير والكلام، لا يعلمون أيرثون أسرته أو أنفسهم أو الوطن؟ غادر بقمة عطاءه وتاريخه وانجازاته كاسباً قلوب الناس بأسرها أسوة بمن رحل سابقاً كالمعطاء عبدالرحمن السميط وسمير سعيد، الذين كانوا أعمدة توحدت قلوب الكويتيين بمن حولهم واختلطت الدموع بالمشاعر لأننا نعلم أنهم باتوا رقماً صعبا وعملة نادرة يصعب إيجادها وتكرارها.

حقيقة لا أعلم ما أعبر عنه اليوم فأنا عاجز، نعم عاجز عن إيصال ما أكنه من مشاعر مؤلمة لكن يحق لهذا الرجل أن تكتب المجلدات لسرد تاريخه وأعماله وإنسانيته التي مثلتنا ككويتيين أحسن تمثيل وجعلته بوصلة لكل محبيه وقدوة لكل فرد منّا، تتوقف الساعة اليوم حزنا على رحيله وإجلالاً لعطاءه.

أصبحت لندن العزيزة على قلوب الكويتيين ذات ذكرى حزينة غادرها منها من نحب، غادرها من علمنّا أن الفن رسالة وبصمة عابرة للحدود، علمّنا أن الإنسانية عطاء وكنز لا تشتريه أموال الدنيا بأسرها، علمّنا أن الحب هو الحياة كلها.

أنا ممتن لنفسي أنني عشت وعاصرت جزءاً متأخراً من أعماله، فكلمة واحدة منه تكفي جيلاً بأسره، ولسان حالي وحال كل كويتي "ما شبعنا منك"، لكنه قدر الله، والحمدلله على كل حال.

 

 

أضف تعليق