هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةالخطوط العريضة للتدخل الروسي

الخطوط العريضة للتدخل الروسي

الثلاثاء 13/10/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

بعد مرور شهر تقريبا أو أقل على تدخل سلاح الجو الروسي في سوريا ، بدأت أصوات النعيق على قدر الألم ، فاكتشفنا أن الدواعش في مجتمعاتنا كثر منذ أن بدأت الضربة الجوية للقضاء على فضاء الإرهاب في سوريا ، فكانت النتيجة على المنطقة متباينة كالتالي :

  1. في تركيا أنقلب السحر على الساحر ، بدأ الربيع التركي في الظهور بعدما بدأت المظاهرات المناهضة لحزب العدالة والتنمية "الحزب الحاكم" بعدما فقد أقلبيته المطلقة بانتظار بصيص أمل في الانتخابات القادمة والتي في يقيني بأنه سيفشل ، فهاهي تركيا تكتوي بنار الإرهاب التي دعمته وفتحت أبوابه على سوريا بعد تفجيرات أنقرة والتي راح ضحيتها أناس لاذنب لهم ، بالإضافة إلى اشتعال الوضع بعد الضربات الجوية التركية على الأكراد وبدأ الوضع على شفا حرب أهلية .
  2. الحرب على الإرهاب ، أقدم سلاح الجو الروسي على حرق تمويل الدول الراعية للإرهاب ، بالإضافة إلى دخول الخليج في حرب اليمن ذلك المستنقع والذي بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب في اليمن لم يتحقق أي انجاز على أرض الواقع سوى أحداث إعلامية لا مجال للنجاح فيها ، بل لمزيد من التصعيد وإطالة في الفشل ، فمطالباتي السابقة والتحذيرات التي بثها المحلليل السياسيين من دخول المستنقع اليمني كانت مؤشرات على مدى صعوبة حرب اليمن نظرا للجغرافيا والعامل البيئي التي تحتضنه اليمن .
  3. في فلسطين ، والذي خفت أصوات أصحاب المشايخ والعمائم على التنديد لما يقوم به الصهاينة تجاه شعب أعزل ، فكان أثر الضربات الروسية وتقدم الجيش السوري في استعادة المناطق التي تحت سيطرة الإرهاب بتحميس الفلسطينيين وها هي فلسطين اليوم على أبواب انتفاضة ثالثة داخل الأراضي المحتلة والضفة الغربية وهي نتيجة تهور الكيان الصهيوني على خلق شرق أوسط جديد.
  4. كما أن أهم أثر تركزت عليه الضربات الجوية الروسية هو فتح كل آفاق وفرص السلام لحفظ سوريا من التمزق وأفغنة الدولة السورية ، وهو ما أكدته الدول الغربية تبعا للولايات المتحدة بأنه لا حل في سوريا سوى الحل السياسي وبوجود الأسد نفسه ، وهو ما يعد انقلابا على المبدأ التي تبناه هؤلاء طوال الأربع سنوات الماضية ، وستكون مفتاح العرب في هذا الحل هي مصر لأنها أول من نادى بالحل السياسي السلمي في سوريا والاحتفاظ بوحدة سوريا وكيانها من التمزيق .
  5. على المستوى العالمي ، تدخل سلاح الجو الروسي أعطى الضوء الأخضر وأثبت للعالم أن هذا الكون لم يعد بإمكان الولايات المتحدة التفرد بحكمه بل أن هناك تحطيم للأحادية العالمية وتحولها إلى ثنائية أو متعددة الأطراف سواء كان بروسيا اليوم أو من خلال تدخل الصين بما تمثله من قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة ، مما يصب في صالح شعوب العالم واستقرارهم وسلامتهم من التحكم الامبريالي .

 

 

أضف تعليق