هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةلماذا لا نريد العلمانية ؟

لماذا لا نريد العلمانية ؟

الأحد 30/08/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

الكثير منا يستغرب من بعض الأسئلة التي قد تكون إجابتها محور مهم من محاور الحياة العامة ، من ضمنها السؤال الخاص بالعلمانيه ، هل نحن نريد التطبيق ؟ ولماذا لا نريدها بالأساس ؟
السلطات الدينية الراديكالية هي سلطات سعت بقوة الدين بالسيطرة على عقول العديد البشر ، بحكم ان في غالب المجتمعات العربية تطغى نسبة الجهل والفقر بشكل واسع ، وهما الخاصيتين اللتين يستغلهما رجل الدين من أجل الوصول إلى المآرب الدنيوية عبر تلك البشر باسم الدين ، اي عند تواجد الفكرة والوسيلة وصولاً للهدف ، فتطبيق النموذج الديني بالدول الحالية الموجودة ليست سوى نماذج فاشلة بامتياز ، فمن منا يريد تطبيق المنهج السعودي ، الايراني او الافغاني الاسلامي ؟ ومن منا يرى مقياس النجاح في تلك الدول ؟
بالمقابل نجد أن البلدان التي تطبق العلمانية (بغض النظر عن شواذ الامور) هي دول ناجحه في كل المقاييس ، فلا يوجد مجتمع نقي حتى في الدول ذات النموذج الاسلامي ، هي مجرد مظاهر والغالب هو أن المظاهر خداعه في ظل وجود هشاشه في النظام الاجتماعي وتفشي الفساد الاخلاقي لكن بشكل سري وغير معلن ؟! 
بالاضافة الى الاعلان على ان العلمانية هي دين او منهج للكفر والالحاد وهي عكس ذلك تماماً بل هي من تسعى لاعطاء لكل ذي حق حقه باسم القانون والمؤسسة الاجتماعية "الدولة" ، لذلك يعلم تجار العقول ان تطبيق العلمانية في بلداننا يعني قطع الماء والكهرباء عن استغلال حالة الجهل والفقر لدى الاسر ، لأنهم الثروة الحقيقة لتجار الدين .
فالأصل في الدين هو الاختلاف ، كما ان قبول الاخر تحت مظلة الدولة يجعلنا نؤمن بأن حقوقنا مصانه وهناك من يتكفل بالدفاع عنها حتى ان غابت عن أذهاننا تلك التفاصيل .
ألا يجب علينا أن نواجه أنفسنا ولو قليلاً وأن نسعى إلى فرض ما نؤمن به ويحفظ لنا حقوقنا وعقولنا من الاستغلال باسم الدين  او المذهب !
من الآخر ، أنا أعلم أننا لا نريد تطبيق العلمانية لأن فيها سحب لسلطات كثيرة من "أشخاص" وتسليمها للمؤسسة "الدولة" وهو ما يعني جعل موازين القوى بيد الدولة والشعب بعيدا عن هيمنة رجال الدين أو غيرهم من الاستغلاليين ، لذلك هم لا يريدون العلمانية.

 

 

أضف تعليق