هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةدروس مجانية في الإنسانية ..

دروس مجانية في الإنسانية ..

الأحد 26/07/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

جولة صغيرة في أوروبا تعطينا دروس كبيرة الحياة ، فعلى الرغم من اختلاف الأوروبيين في أعراقهم وتاريخهم ولهجتهم إلا أنهم توصلوا أنه لا عزه لهم ولحياتهم دون أن يكونوا كيان واحد ، فأوروبا عانت من الحروب الطاحنه منها حرب الثلاثين عام والعالميتيين الأولى والثانية حتى توحدت اليوم وكان السبب في ذلك فحم وسكة حديد!
عندما نتأمل بطبيعة الاهتمام الأوروبي نجد أن الاهتمام بالثقافة والتاريخ هي الرقم واحد كأساس للعنصر البشري ، فالعنصر البشري هو من يعمر الأرض وليس العكس ، لذلك نجد احترامهم لذواتهم وللآخرين تطغى بشكل كبير ، بالاضافة إلى احترام خصوصيات الآخرين ومعتقداتهم ، دون أن تجمعهم جنه أو نار ، بل تجمعهم أرض وحياة .
في المقابل نحن العرب نجد أننا على الرغم من توافر الصفات التي تجعلنا خير أمة أخرجت للناس ، أصبحنا نرى التطور في العمران هو عنوان للحضاره والتقدم ، واهمال العنصر البشري وتهميشه هو الأساس!
ولنا في سوء التعليم ، والتربية والثقافة والتدني في كل مستوياتها مقابل تطور الشعوب الأخرى في أوروبا أو غيرها من العالم المتقدم ، فنحن نقدم صراع الجنة والنار على الحياة الكريمة والوصاية التي أمرنا بها الله تعالى بأن لا تفسدوا بالأرض ، إنما أوصانا بالعمران والبناء وهو الأساس الذي خلقنا لأجله ، وما كان للدين مكان سوى أنه الضابط والأساس لتلك الحياة التي أوصانا بها الله تعالى وميزنا بها عن الآخرين ، لكن المفهوم الدقيق للدين وفق فهمنا وتفسيرنا هو الضيّق وهو أساس المشكلة ، فاعتقادنا الدائم بأننا نحن الفرقة الناجية دون سوانا هي الطامة التي يجب على الجميع أن يتوقف عندها وأن نعرف المغزى الحقيقي للحياة ، ألن نعي أهمية الاختلاف الفكري والمذهبي واحترام خصوصيات الآخرين ومعتقداتهم ، بالإضافة إلى الاهتمام بالعنصر البشري على أنه أساس ومقياس التطور !؟ ألن نعي أننا أمة بدأنا نفقد كل ما يميزنا حتى أصبحنا عالة على أنفسنا !؟
أعطني شعب مثقف أعطيك حياة كريمة ، فالعقل هو من صنع المال وليس العكس ..
باختصار أوروبا تعطينا دروس لن نتعلمها أبدا ..

 

 

أضف تعليق