هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةشهداء الصلاة والصيام ..

شهداء الصلاة والصيام ..

السبت 27/06/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

فجعنا يوم أمس بخبر التفجير الارهابي الذي نال من مواطنين كويتيين آمنين وهم في صلاتهم خاشعين ، فكان هدف هذا العمل المجرم النيل من وحده الصف التي لطالما تحلى بها هذا الشعب طوال تاريخه ، وهي سمة يفتقدها الكثير من شعوب المنطقة مما يجعلنا عرضه للنيل منا ومن الثوابت التي تربينا عليها منذ الصغر.
ضربة الأمس موجعه وعلينا ان نقف بكل صراحة ووضوح أمام أنفسنا لوضع النقاط على الحروف ، وهي كالآتي :
1- لا للمجاملات
لا مجال للشك ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم هو التهاون والمجاملات للتطرف الديني وحملات التشويه والتكفير العلنية وتنفير الطرف الآخر وسط تفرج حكومي غريب من نوعه ، فكانت المجاملات هي السمة الطاغية بدلاً من المحاسبة والحزم وكأننا ندار في ديوان شعبي وليس دولة مؤسسات .
2- اقرار قانون مكافحة الارهاب
التخاذل الحكومي النيابي الذي جعلنا نصل الى ما نحن عليه اليوم هو عدم التعجيل في اقرار قانون مكافحة الإرهاب وتطبيقه بشكل عاجل نظراً لظروف المنطقة الراهن سياسياً وأمنياً وهو ما يجعلنا نضع علامات الاستفهام والسؤال ان لم يحن وقت اقرار هذا القانون وتنفيذه فمتى وقته إذاً ونحن في أحلك وأسوأ ظروف المنطقة سياسياً وأمنياً.
3- تغيير المناهج وسياسة الدولة تجاه الدين
علينا التأكيد على أن الدين أنقى من أن يدخل في سياسة الدول المتحضرة لأنه يعزز الفئوية والطائفية وسط اندثار تام لهوية الوطن والمواطنة ، فعند مراجعة الخطة الاستراتيجية لداعش نجد أنها اختارت فكراً عابر للحدود سهل الوصول لشريحه كبيرة وكسب التعاطف وهو ما أدى إلى نجاحها حتى الآن على الاقل في حالات التوسع عابره للحدود والأوطان في عمليات ارهابية استهدفت كل من الكويت وتونس وفرنسا وقبلها السعودية وسائر دول المنطقة، لذلك على الدولة أن تعيد النظر في دعم السلطة الدينية وفرض سياسة الاعتدال وتعزيز هوية الدولة وفرض التعايش السلمي كما فرضته عمان في سياستها المحلية .
4- قطع رأس الأفعى "التمويل والدعم"
التفجير الداعشي ليس سوى رأس الرمح امتداداً لفكر متطرف أصيل زرع في عقول السذّج وتم استغلالهم بعد غسل أدمغتهم ، لذلك فعلى الحكومة مراجعة تاريخ كل من له يد في التطرف سواء كان من المذهبين واعادة التحقيق معهم لأنهم قنوات الوصل في كل ما يحصل داخل الكويت من زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد ، فالكويت فيها جزء من التمويل الارهابي فكرا وماديا وهذا بشهادة العديد من الشخصيات العربية ومتأكد بأن الحكومة تعرفهم واحداً تلو الآخر.
5- غربلة أجهزه الدولة "أمنيا وأكادمياً"
ما حصل من تصرف الدورية المتواجدة في قلب الحدث والتي صورتها كاميرة المراقبة الخاصة بالمسجد أوضحت لنا سوء التصرف وقت الحادثة المتعلقة بأمن الوطن والمواطن وهذا من الشق الأمني ، بالإضافة إلى الشق الأكاديمي من حيث وجود كادر تدريسي تكفيري ضمن أرقة جامعة الكويت في ظل صمت حكومي مريب ، ولم نرى تحركات لتنظيف تلك النقاط الهامة والمتعلقة بالشق التعليمي وبالأخص فضفضة كلية الشريعة ، لذلك نحن بحاجة إلى تنظيف شامل وكامل ولا تهاون في تلك السياسات وإلا فإن الضحية ستكون الكويت وهي الخاسر الأكبر بكل تأكيد.
في الختام عظم الله أسر الشهداء وبل ونهنئهم على نيلهم الشهادة ، حيث أننا أصبحنا نفخر بأبناءكم شهداء الصوم والصلاة ، وعلى الحكومة ان تضرب بيد من حديد في مكافحة الارهاب ، فما أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم الا بسبب الاستنكار والاستهجان دون أفعال ونتائج ملموسة على أرض الواقع .

 

 

أضف تعليق