هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةتصورات المرحلة القادمة للشرق الأوسط

تصورات المرحلة القادمة للشرق الأوسط

الخميس 18/06/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

هناك عدة محاور وتحالفات في المنطقة وهي كالتالي:
المحور الأول مع تركيا وقطر في الشمال، حيث تم توحيد الفصائل الجهادية المختلفة في إطار جيش الفتح و قد نجح هذا التجمع حتى الآن في احتلال مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا ويحاول باستماتة إسقاط المنطقة الرابطة بين حلب واللاذقية للوصول إلى الساحل
المحور الثاني، مع الأردن و”إسرائيل” من الباطن في الجنوب، حيث تعتبر المنطقة الممتدة بين ريف دمشق الجنوبي ودرعا، والسويداء في الشرق
المحور الثالث تنظيم “داعش” حيث ينشط هذا التنظيم في المنطقة الشرقية ويسيطر على المعابر الحدودية بين سورية والعراق وسيطر على مدينة تدمر
وعلى إثر ذلك بدأ تمدد جيش الفتح في الشمال في تحالف جديد مع أكراد سوريا تحت رعاية أمريكية بعد زيارة الزعيم الكردي للولايات المتحدة حتى اكتشف اردوغان تخلي الأمريكيين عنه بعد أن اكتشف المقلب الذي صنعته له المخابرات الأمريكية في الانتخابات البرلمانية الأخيرةحيث تم تسريب وثائق وفيديوهات وشهادات تؤكد دعم حزب العدالة والتنمية لـ”داعش” وتتحدث معلومات موثوقة عن إدخال 2000 شاحنة محملة بالسلاح للتنظيم بالإضافة لتهديد حلف شمال الأطلسي بطرد تركيا من عضويته بسبب محاولته الالتفاف على العقوبات المفروضة على روسيا من خلال اتفاق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا كما فعل مع إيران مؤخراً بالإضافة إلى رفض الأحزاب التركية الثلاثة (القومي والجمهوري والكردي) التحالف معه في حكومة ائتلافية جديدة
ولم يعد أمامه من حل إلا التصعيد لأنه يدرك تماما أن إفشاله سياسيا هو تمهيد لمحاكمته بسبب الفساد ودعم الإرهاب وخلافه من الملفات الجاهزة هنا استقال حقان فيدان الذي كان قد استقال قبل فترة خوفا من المتابعة القضائية ثم عاد بضغط من أردوغان، وطالب الأخير بالتصعيد لخلط الأوراق لذلك قام الجيش التركي بدأ بالفعل الإعداد للهجوم، وأنه يقيم حاليا سواتر ترابية مقابل تل أبيض التي استولت عليها القوات الكردية .. وبالتالي، فما يحدث في الشمال، وهو أن تركيا ستتدخل عسكريا في حال قرر الأكراد خلق منطقة خاصة بهم في الشمال السوري تكون امتدادا لدولة كردستان ولذلك فإن الأكراد اليوم يقومون بتطهير المنطقة من العرب والتركمان، الأمر الذي اعتبر عملية تطهير عرقية مكشوفة في إطار تنفيذ المخطط الذي أعده وزير الخارجية الفرنسية الأسبق برنار كوشنار عراب الحكم الذاتي الكردي في الشمال السوري بعد موافقه دمشق على منحهم الإدارة الذاتية .
لذلك فإن التدخل العسكري لتركيا على سوريا بات قاب قوسين أو أدنى لتحقيق الأهداف التالية :
1- جهاض مشروع المنطقة الكردية النقية في الشمال السوري لما لها من انعكاس كارثي على الداخل التركي في المدى المنظور.
2- توسيع العمليات في الشمال السوري لضرب داعش بالمدفعية الثقيلة والصواريخ في المناطق التي تسيطر عليها لتظليل الإعلام حول دعم داعش السري.
3- خلط الأوراق السياسية في الداخل التركي، وتصوير الأكراد بأنهم منظمة إرهابية انفصالية تهدد اللحمة الوطنية التركية واستغلال النزعة التركية.
هذه هي خطة أردوغان لقلب الطاولة على الجميع ما سيمكنه من الدعوة إلى انتخابات مبكرة تضمن له أعلبية مريحة في المرحلة المقبلة والخروج من الزاوية التي حشرته فيها أمريكا واستعادة المبادرة للمساومة على حقه في الزعامة وحصة بلاده في كعكة المنطقة وفق خرائط التقسيم الجديدة وبالتالي فإن نجاح خطته في الشمال مضاف إليه نجاح خطة الأردن وإسرائيل في الجنوب سيمكن أردوغان حينها من قيادة عملية إسقاط دمشق وفق خطة الكماشة من الشمال والجنوب وهي المرحلة التي أشار إليها جمال خاشقجي في مقالته الأخيرة بعنوان “أردوغان لا يزال في موقع القيادة” هذه هي معالم مخطط إسقاط دمشق وتقسيم سورية
والسؤال المهم أين دور حزب الله في هذا المخطط؟
فإن سيطرة حزب الله للقلمون سيجعل لداعش هدفين هما
1- انقلاب تركيا على داعش لحساب النصره حرمها من التوسع شمالا لذلك ستبحث بالانتقام والتفجير في الداخل التركي لخلق حالة من الفوضى.
2- داعش ستتجه نحو الجنوب من الشمال والشرق السوري والغرب الأردني من الأنبار وغزو الأردن والسعودية بعد أن ضاق عليها الخناق في سورية والعراق وهو ما رأيناه من سلسله تفجيرات تبنتها داعش في السعوديه الفترة الأخيرة و . ولعل هذا هو السبب الذي جعل ملك الأردن يعلن عن عزمه تسليح العشائر في العراق وسورية وتسليم راية الجهاد الهاشمية لقائد الجيش إيذانا بأن الأردن سيدخل الحرب ضد “داعش” في سورية والعراق دفاعا عن “الإسلام” .
وستظل إيران مراقبة للوضع وداعمة للنظام السوري في هذه الحرب الطاحنه وبالتالي فإن المنطقة على كف عفريت لقيام حرب طاحنه ،،

 

 

 

أضف تعليق