هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةدول البريكس أعتاب حلف جديد ..

دول البريكس أعتاب حلف جديد ..

الأحد 07/06/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

تقدم حلف الناتو حتى العتبات الروسية، بعد انهيار حلف وارسو، في اتجاه روسيا مسبوقاً بدرع صاروخية من جهة، وبدرع سياسية قائمة على خلق أنظمة موالية لحلف الناتو من جهة أخرى ، هي بمثابة كمين للروس على الصعيد الأمني والسياسي .

لفارق النوعي القائم بين القطبين الأميركي والروسي، هو أن القطب الأميركي يقود منظومة عسكرية تتمدّد من غرب الأطلسي حتى جنوب روسيا، مع ما يعني ذلك من مكاسب جيوسياسية وجيو استراتيجية تصب في مصلحة هذه المنظومة، بحيث ترفع وتيرة الضغط على روسيا من ناحية، والتشجيع على الانخراط في الاستراتيجية الأطلسية المعادية لها من ناحية ثانية.

لذلك عند النظر إلى حركة الولايات المتحدة تجاه الأقطاب الأخرى نلاحظ أنها تسعى لحرب واحدة ، من أجل هدف واحد وهو خلق الشروط المضادة لقيام تكتل دولي قادر على إعادة التوازن في العالم.

لذلك ما قامت به اليوم دول البريكس هو توحيد الموقف في مواجهة القطب الأميركي في مستوى المواجهة الدبلوماسية، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. هذا التنسيق يحمل في طياته رؤية موحدة حول ضرورة مواجهة التحالف الصهيو ـ أميركي، وبالتالي إيجاد شبك استراتيجي مع دول عديدة في العالم يمكّن من تكوين تكتل دولي ليس على مستوى قارة أو قارتين بل على مستوى العالم برمته.

كما إن توحيد الرؤية السياسية للدول الناهضة، وفي طليعتها الاتحاد الروسي والصين الشعبية، التي تكرست في مواجهة المؤامرة الجارية ضد سورية، يشكل معطًى سياسياً استراتيجياً يؤسس لقيام حلف عسكري بين مجموعة الدول التي تمثل دول البريكس نواتها الصلبة.

لذلك فإن القطب الأمريكي وحَّد تحت قيادته مجموعة هائلة من الدول اندرجت في منظومة حلف الناتو، تمثل عنصراً إيجابياً للولايات المتحدة، كما إن المساحة القائمة بين وحدة الرؤية السياسية لدول البريكس، وغياب الوحدة العسكرية، هي المساحة التي تلعب فيها الولايات المتحدة بأوراقها كافة.

لذلك نميل إلى الاعتقاد بأن شرط قيام النظام الدولي المتعدد الطرف هو قيام حلف عسكري عائد للقوى الناهضة يوازي أهدافها السياسية ومصالحها الاقتصادية ، وهو ما تسعى دول البريكس للقيام به مستقبلاً.

دمتم بود ..

 

 

أضف تعليق