هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةهل الاستعراض الروسي حرب باردة ..؟

هل الاستعراض الروسي حرب باردة ..؟

الأحد 17/05/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

عندما نعود قليلاً لما حصل في موسكو بعيد النصر في الساحة الحمراء ، نرى أن هناك عددا من النقاط التي تستحق منا كباحثين سياسيين العمل على تحليلها ولو بإلقاء الضوء عليها ، فمثلا مشاركة الصين في الاحتفالات ضد الفاشية ، فالصين شاركت بفرقة عسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني تضمنت 121 جندي في عرض عسكري بالساحة الحمراء الروسية ، ويعتبر فريق العرض الصيني الاكبر من حيث العدد مقارنة مع الفرق العشرة الاجنبية الاخرى المشاركة.

          بالإضافة إلى أنه على نفس المنوال ستجري بين روسيا والصين استعراض بحري في البحر الابيض المتوسط تنفيذا للاتفاق الذي جرى بين الدولتين في نهاية العام الماضي ، بالإضافة إلى إعلان الجيش الصيني أن هذه المناورات ليست موجهة لأي دولة أي طرف ثالث ، ولا علاقة لها بالتوتر القائم في المنطقة .

          إلا أن ذلك لم يخفي دور وسائل الإعلام العالمية ، بمن وصفها هي استياء من قبل الروس والصينيين من المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة والناتو في البحر المتوسط كذلك ، في تنفيذ للإستراتيجية الأمريكية وهي إعادة التوازن في آسيا والمحيط الهادي ، مما يجعل الروس يتعاملون مع الأمريكان بالمثل في الجانب الدولي .

          وكان هناك تعليق إعلامي آخر حول هذه المناورات البحرية الروسية - الصينية وهي عبارة عن رسالة تسعى من خلالها الدولتان "روسيا / الصين" للحفاظ على الاستقرار الإقليمي من خلال إظهار مستوى الثقة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية الثنائية والتعاون الاستراتيجي الجديد بين البلدين ، بالإضافة إلى دور الاعلان الأمريكي الياباني عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري لمواجهة التهديدات الأمنية في آسيا والمحيط الهادي في المناورات العسكرية الروسية - الصينية في البحر المتوسط على الرغم من صغرها ، إلا أن مشاركة الصين في مناورات عسكرية بحرية في مياه غير محلية لهو دليل على هدف الصين للخروج من المياة الساحلية إلى العالم عبر القوة البحرية.

          لذلك إن عدنا للاستعراض العسكري الصيني في الساحة الحمراء بموسكو والمناورات المشتركة مع روسيا ، لهو دليل على رقي العلاقة الصينية - الروسية ، بالإضافة إلى التعاون في المجالين السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين.

 

إذا هل هي مؤشرات حرب باردة جديدة ؟

          التعاون الشامل بين روسيا والصين لم يتعزز إلا باستغلال مساحة الحرب الباردة بين كل من روسيا والولايات المتحدة ، بعدما أعلن الرئيس أوباما أن التهديدات الثلاثة للعالم هي روسيا وفيروس إيبولا وتنظيم الدولة الإسلامية ، بالإضافة إلى رد الاتهام من قبل بوتين باستخدام أوروبا لاستراتيجية الحرب الباردة لاحتواء روسيا وهذا ما أكده رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف بأنه هناك حرب باردة جديدة بين الطرفين الروسي والأمريكي على الرغم من عدم اعتراف كل منهما بأسباب تلك الحرب ، إلا أن ملف أوكرانيا يأخذ الحيز الأكبر من تلك القضية بعد العقوبات الامريكية - الأوروبية ضد المؤسسات المالية والعسكرية الروسية مما تؤثر على إعادة بناء النظام العالمي .

 

 

أضف تعليق