هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةالحرية عندنا بالكلام ولا ..

الحرية عندنا بالكلام ولا ..

الأربعاء 07/01/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

من المشاكل الرنانه في مجتمعنا مطاطية المصطلحات أو عدم معرفة معناها الحقيقي ، أو حتى تصل إلى التفسير حسب المزاج العام ، وأحد أهم تلك الكلمات هي "حرية الرأي" ، فالبعض يرى في حرية الرأي أنها التعبير عن كل موضوع بكل أسلوب وطريقة دون قيود تذكر حتى إن وصلنا إلى مرحلة التعدي على حدود الآخرين ، والبعض يرى حرية الرأي مقيدة وليست مطلقة ، أي أن تلتزم بحدود الآخرين ، وكلن يراها من وجهة نظره ، على الرغم من أنني أميل إلى الطرف الآخر بأنه لا حرية مطلقة إن كانت تتعدى على حدود الآخرين ، لأن أصل الحرية هو احترام الاخرين وان كنا نختلف معهم في وجهات النظر .

لذلك فإن ما حصل مع صالح الملا هي ردة فعل متوقعة جداً ، على الرغم من أنني لا أرى داعي لما حصل لكن وفق القانون من الممكن أن تكون إدانته بحق اللهجة الشديدة التي عبر عنها عن حال لسان أفراد من الشعب الكويتي ، فالكلام الذي قاله يقال يومياً ومن مختلف الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي من عرض لهموم المواطنين أثر صعوبة الحياة والفوضى الحاصلة في هذا البلد ، وعلى الرغم من اختلافي الكبير مع صالح الملا في بعض النقاط وفي الأسلوب الذي عبر عنه ، إلا أنه كان يعبر بحرقه على ما يحصل في البلد من وجهة نظره وهو حقه ، فلماذا نعتبر مخاطبة المواطن العادي لسمو الأمير جريمة إن كانت في حدود الأدب والاحترام لأبو السلطات ، ولماذا نرى تضييق مجال الحريات اليوم المتبقية لنا في هذا الوطن والمتنفس الوحيد في ظل دوامة الظلام السائدة في المجتمعات الخليجية ؟

نحن نعلم أن الشعب الكويتي من مواطنين مهما اختلفت توجهاتهم فإن قلبهم على هذا البلد ، وإن تكلموا فسيتكلمون نظرا لما يعانيه المواطن اليوم من قرارات فاشلة ناتجه عن حكومة ومجلس "نايمين بالعسل" ، في ظل هبوط رهيب في أسعار النفط في الستة شهور الماضية ، دون تدخل حكومي أو نيابي ملموس يساهم في إنقاذ الطبقة الوسطى المتبقية في المجتمع الكويتي ، بل شاهدنا حكومة تضيق الخناق على التجار دون رقابة نيابية لما سيقوم به التجار بحق المواطنين كردة فعل على قرارات فاشلة لا أصل لها بالمفهوم الاقتصادي أو حتى السياسي .

**     **     **

فبعهد الرئيسين المصريين جمال عبدالناصر والسادات ، كانت هناك نظامين للحياة ، إحداهما كان دكتاتورا لكن في حياة اجتماعية جيدة وفي تحسن مستمر ، والأخرى كانت حياة ديمقراطية لكن في حياة اجتماعية فاشلة ومن تردي إلى آخر ، شوفونا إحنا بأي نموذج فيهم ؟

**     **     **

تقدمت باستقالتي من كتلة الوحدة الدستورية "كود" ، بعد عطاء ثلاث سنوات تحت مظلة العمل السياسي ، نظرا لما آلت إليه الظروف السياسية في البلد وسط صمت الكتلة عن التعبير عن المبدأ الذي بدأنا فيه ، فهل ستكون هي بداية النهاية للكتلة ؟ 

 

 

أضف تعليق