هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةكتاب جديد يتضمن دراسة سياسية إستراتيجية لـ 4 دول مؤثرة «النظام العالمي الجديد».. حسين الصباغة يستقرئ مستقبل العالم سياسياً

كتاب جديد يتضمن دراسة سياسية إستراتيجية لـ 4 دول مؤثرة «النظام العالمي الجديد».. حسين الصباغة يستقرئ مستقبل العالم سياسياً

الإثنين 05/01/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

«هل سيظل العالم أحادي القطبية أم ستدخل اللعبة أطراف أخرى؟» هذا هو التساؤل الرئيس الذي يعمل كتاب «النظام العالمي الجديد.. دراسة سياسية إستراتيجية» على الإجابة عنه. يحاول الكاتب حسين الصباغة في كتابه، المكون من 5 فصول من إصدارات دار ذات السلاسل، والذي يأتي في 352 صفحة من القطع المتوسط، التعرف على إجابة هذا السؤال من خلال بحث ودراسة وتحليل الأوضاع والمواقف السياسية والعلاقات الدولية وأوضاع الاقتصاد في 4 دول هي إيران والصين وروسيا والولايات المتحدة.

إيران

يستهل الكاتب الفصل الأول بالحديث عن السياسة الخارجية الإيرانية وكيف أنها تتسم بالثبات والمؤسسية، مؤكدا محدودية دور رئيس الجمهورية في تخطيطها وتوجيهها. ويوضح ثبات المصالح والأهداف الإيرانية وعدم احتمال تغيير أهداف السياسة الخارجية بتغيير رئيس الجمهورية، ليبني على ذلك أن التغيير في السياسة الخارجية الإيرانية ضئيل وتكتيكي وليس استراتيجيا، وينحصر في أساليب التنفيذ وليس الخطوط العريضة.

بعد ذلك يتحدث الفصل عن تعامل إيران مع محيطها الإقليمي مركزا على ملفين مهمين هما الملفان الأميركي والعراقي، ثم يتعرض لتوجهات السياسة الخارجية في عهد أحمدي نجاد، مؤكدا أن قدومه إلى السلطة أحدث تأثيرا ملحوظا في التوجهات السائدة في علاقات إيران الخارجية في حين كان التغيير محدودا فيما يتعلق بعلاقات ايران الأفريقية.

يستعرض الكاتب بعد ذلك علاقات إيران بعدد من التكتلات والدول بدءا بالعلاقات مع أوروبا والعرب مرورا بأميركا وصولا إلى العلاقات مع آسيا. كذلك تناول النزاعات الإقليمية بين إيران وجيرانها بالبحث والتحليل، حيث ذكر الكاتب مشاكل إيران مع العراق والإمارات والدول المطلة على بحر قزوين سواء كان ذلك في الماضي أو الحاضر.

يأتي بعد ذلك الحديث عن الرئيس حسن روحاني وتأثير وصوله إلى السلطة على السياسة في إيران داخليا وخارجيا، حيث إن هناك ملامح أولية على تغيير السياسة الخارجية وأول المؤشرات على ذلك تعيين محمد جواد ظريف، المعروف بعلاقاته المميزة مع شخصيات غربية وأميركية، وزيرا للخارجية.

وقد اعتبر روحاني نفسه أن انتخابه فوز للاعتدال على التطرف ومن ثم أعلن سعيه لدعم العلاقات مع دول الجوار، مؤكدا على وجه الخصوص أن التعاون الإيراني السعودي سيكون له مردود جيد على العديد من الملفات الإقليمية. ثم يتطرق الكاتب للموقف الإيراني من الملف السوري والقضية الفلسطينية. لكن الكاتب لم يفته أن يوضح أن صنع السياسة الخارجية الإيرانية هو قرار وراءه جهاز كامل وليس رئيس الجمهورية منفردا، وبالتالي، حركة الرئيس روحاني ستكون مقيدة بتلك القرارات والتوجهات العامة للنظام الحاكم في إيران.

ومن أهم هذه المقيدات سلطات المرشد الأعلى الواسعة في عملية صنع القرار الداخلي أو الخارجي.

ويخلص من ذلك إلى أن حدوث تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الإيرانية أمر غير محتمل الحدوث.

وأشار الكاتب إلى مجموعة من التحديات التي تواجه الرئيس الإيراني المنتخب ومنها المصالحة السياسية والسيطرة على التضخم وتطبيع الملف الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى بعض المشكلات التي تواجه الاقتصاد الإيراني وقراءة لمستقبله.

يستفيض الكاتب بعد ذلك في الحديث عن الملف النووي الإيراني متطرقا لبداية المشروع وجوهر الأزمة ثم تحولات السياسة النووية الإيرانية في عهد نجاد، ومحددات تطور الملف واستراتيجيته. ثم يتناول مواقف بعض الأطراف من القضية مثل الموقف الاميركي والإسرائيلي وتأثير روحاني على الملف، ليختم الفصل بالإشارة إلى تغير إيران في ظل حكم روحاني خاصة فيما يتعلق بالشؤون الدولية ومواقف المصالحة مع الولايات المتحدة.

الصين الشعبية

الفصل الثاني يتناول واحدة من القوى المؤثرة على السياسة والاقتصاد الدوليين، جمهورية الصين الشعبية. يستهل الكاتب الفصل بالحديث عن التحول الديموقراطي بنمطه المميز والمتفرد وغير النمطي في هذا البلد الكبير بعد عهد الزعيم الراحل ماو تسي تونغ. استتبع ذلك الحديث عن المتغيرات التي واكبت هذا التحول على مستوى السياسة الداخلية والاقتصاد.

يتناول الصباغة بعد ذلك محددات التحول الديموقراطي الصيني والتي يلخصها في المجتمع وثقافته والتنمية الاقتصادية بالإضافة إلى بعض العوامل الداخلية والخارجية ثم يتطرق إلى مستقبل النموذج الصيني.

التحولات الداخلية والانفتاح الخارجي كان المحور التالي الذي تعرض له الفصل مشيرا إلى 4 مراحل مرت بها الصين في هذا الصدد. ثم جاء الحديث عن السياسية الخارجية الصينية وبداية الانفتاح على العالم الخارجي بعد مرحلة حكم ماو تسي تونغ وما تبع ذلك من تأثيرات اقتصادية.

هكذا كان لزاما أن يتحدث الكاتب بعد ذلك عن الاقتصاد الصيني، فنراه يشير إلى نموه السريع منذ قيام الجمهورية في العام 1949، لافتا إلى أنه وفقا للتقديرات ستكون الصين أكبر قوة اقتصادية في عام 2020. الأزمة الاقتصادية العالمية كان لها تأثيرها على الاقتصاد الصيني في 2009، ولكن الكاتب سرعان ما يعود للحديث عن النهوض الاقتصاد الصيني على المستوى المحلي والخارجي، ويعدد أسبابه التي يذكر من بينها تخلف وتقاعس دول العالم الثالث عن أداء أدوار كان يفترض أن تقوم بها.

ويختم الصباغة الفصل بالحديث عن البحث العلمي في الصين وتوجيهه نحو الصناعة والاقتصاد، ثم دور الصين كقوة عظمى في العالم، وهل هذا الدور يشبه دور الولايات المتحدة أم يختلف عنه؟

روسيا الاتحادية

يتناول الفصل الثالث قوة مؤثرة أخرى على المستوى الدولي هي جمهورية روسيا الاتحادية. بعد التطرق للأوضاع السياسية في روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والعودة إلى الصراع على الهوية، وهل هي دولة أوروبية أم آسيوية، يتحدث الكاتب عن السياسة الخارجية الروسية، وكيف تأثرت بالمحيط الإقليمي والدولي، مؤكدا أنها مرت بمرحلتين الأولى من 1991 إلى 1996 والثانية بعد عام 1996.

وأشار إلى أن روسيا اعتمدت في سياستها الخارجية على عدة دوائر الولايات المتحدة وأوروبا، آسيا، والشرق الأوسط، ثم تطرق إلى معوقات تقدم السياسة الروسية، وكذلك عهد بوتين بإيجابياته وسلبياته.

السياسة الروسية بعد الثورات العربية كان لها نصيبها من البحث في الكتاب بأبعادها والمصالح التي بنيت عليها والإشارة إلى أهمية الشراكة مع روسيا بالنسبة إلى الدول العربية، مع التطرق على وجه الخصوص إلى الدور الروسي في الملفين السوري والأوكراني، ليختتم الفصل بالحديث عن الاقتصاد الروسي.

الولايات المتحدة

الولايات المتحدة هي القطب العالمي الأوحد حاليا، لذا احتل الحديث عنها الفصل الرابع من الكتاب. ولعل أهم ما جاء في الفصل ما يتعلق بالمنطقة، حيث الحديث عن نظرة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، فقد سعى الرئيس باراك أوباما بعد انتخابه إلى تخفيض الخسائر الأميركية في المنطقة والبدء في إعادة القوات الأميركية إلى الوطن من جديد، وهو ما كان له، كما يقول الكاتب، تأثيراته على العديد من القضايا والملفات.

يتناول الصباغة بعد ذلك موقف أميركا من ثورات الربيع العربي في كل من مصر وليبيا وسورية، وكذلك كيفية التعامل مع عملية السلام في الشرق الأوسط. كذلك يتطرق إلى علاقات أميركا مع تركيا وإيران، ثم يسرد مجموعة من المعلومات والبيانات المهمة حول الاقتصاد الأميركي، طارحا في النهاية التساؤل: القوة الاقتصادية الأميركية.. كيف تعود؟

وفي نهاية الفصل يتحدث الصباغة عن مستقبلا السياسة الأميركية لاسيما في المنطقة، مؤكدا ضرورة اعتماد أميركا على 4 محاور في تنظيم علاقاتها بالدول العربية لخصها في مشاركة الشعوب وليس الأنظمة الحاكمة، استراتيجية مختلفة تجاه الإسلام السياسي تقوم على التأثير على السلوك وليس الرفض المطلق، منح الأولوية للإصلاح السياسي، وفي النهاية دعم الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي.

الملف الإستراتيجي

لما كان النظام العالمي بالكامل يتأثر بالعلاقات بين الدول، ولاسيما الدول الأربعة المذكورة في الفصول الأربعة الأولى من الكتاب، فقد ركز الفصل الخامس على العلاقات بين هذه الدول.

كانت البداية بالحديث عن العلاقات الأميركية الروسية وكيف أخذت دورات من التوتر وتحسين العلاقات، ثم بعد ذلك العلاقات الروسية الإيرانية. بعدها تحدث الفصل بشيء من الإسهاب عن علاقات روسيا مع الصين، مشيرا إلى التعاون الاقتصادي والعسكري ومعاهدة الصداقة الروسية ـ الصينية 2001 ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة دول البريكس، وكذلك تعاون روسيا والصين في مواجهة اميركا في أزمة إيران النووية، وهو ما ينقلنا مباشرة إلى المعارك الجيوسياسية الروسية الأميركية في كل من سورية وأوكرانيا، ثم يتطرق الكتاب إلى السياسات الخارجية الروسية الأميركية، حيث يبدأ بالسياسة الخارجية الأميركية وتحولاتها ثم شكل السياسة الخارجية لأمريكا وإسرائيل بعد الربيع العربي.

في الجزء الأخير من الكتاب يتحدث الكاتب عن المستقبل الاستراتيجي للعالم سياسيا واقتصاديا، وهي في حقيقة الأمر قراءة من الكاتب لمعطيات الواقع وأحداثه، والتي ربما يستنبط منها من أراد رؤية مستقبلية لما سيكون عليه الوضع. يستهل الجزء بتقرير ترحيب العرب بصعود روسيا والصين في الساحة الدولية ووقوف الهند والبرازيل في الدور خلفهما كأقطاب اقتصادية وسياسية صاعدة، وتفلت دول أميركا اللاتينية من هيمنة «الامبراطورية» (كما يسمون الولايات المتحدة هناك).

يتحدث بعد ذلك عن مستقبل الشرق الأوسط في ظل النظام العالمي الجديد ثم مستقبل منطقة الخليج العربي. ويتطرق الصباغة أيضا إلى المستقبل الاستراتيجي الاقتصادي لاسيما بعد اتفاق روسيا مع تركمانستان وكازاخستان لإنشاء خط أنابيب مواز لبحر قزوين لنقل غاز تركمانستان إلى الأسواق الغربية والأوروبية على وجه الخصوص.

النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب

في خاتمة الكتاب يؤكد الكاتب التوصل إلى نتيجة مفادها «تغير منهج السياسة العالمية وتحوله إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، تكون فيه المصالح هي المحركة لتلك الأقطاب التي ستقاتل بشراسة عن مصالحها في العالم بأسره، وهذا ما أكدته غالبية التقارير والبحوث والأحداث السياسية من رؤى وتصورات سياسية واقتصادية، ساهمت في تغيير النظام العالمي الأحادي، والذي كان بقيادة الولايات المتحدة، إلى نظام جديد بظهور أقطاب سياسية ذات قوى سياسية اقتصادية جديدة على الساحة الدولية».

http://www.alanba.com.kw/weekly/literature-and-culture/526098/04-01-2015

 

 

أضف تعليق