هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةموضة العمل السياسي

موضة العمل السياسي

الإثنين 05/01/2015      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

عندما تعود بنا الأحداث إلى العام ٢٠١٢ أو حتى ما قبله بقليل سنجد أنها طفرة سياسية في تاريخ الكويت بما حملته من أحداث لها الأثر الخاص والكبير على الشارع السياسي سواء كنا نتفق أو نختلف مع تلك الأحداث ، وفي نفس الوقت كانت هناك طفرة الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى طفرة العمل السياسي.
ففي تلك الطفرة ظهرت العديد من التجمعات السياسية فيها من استمر حتى يومنا هذا وفيها من اختفى واندثر ، جاءت لتؤدي وظيفة معينة سواء كانت معارضة من خلال تحريك الشارع إلى ما يسمى بالإصلاح في ذلك الوقت بغض النظر عن الأهداف والتوجهات أو تجمعات من كانت تسعى لفرض الاستقرار السياسي بعد فترة مضطربة في الكويت أسوة بالوطن العربي ككل ، إلى أن جاء سمو الأمير بفض هذا النزاع وحالة الشد والجذب من خلال مرسوم الصوت الواحد الذي أعطى الكويت ما تريده من استقرار سياسي وحل المعارضة المصالحية .
وها نحن اليوم على أبواب العام ٢٠١٥ نجد أن الاستقرار وغياب المعارضة الحقيقية "اللامصلحيه" قد قتل العمل السياسي في الكويت بكل أمانة ، لكن إن عدنا قليلاً سنجد أن غالب التجمعات السياسية التي ظهرت واضمرت أو مازالت موجودة فهي لمصالح شخصية لا أكثر ولا أقل ، وقريباً سيأتي الوقت التي تغيب فيه تلك التجمعات وتظهر قوة الأفراد الفعالين في المجتمع ويتحكمون ببوادر الرأي العام والدليل على ذلك هو تأثير بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم .
فالعمل السياسي في الكويت هو عمل مصالحي بحت من خلال تجربتي المتواضعه ومراقبتي لأغلب التجمعات السياسية ، فبوضوح أكثر سنجد أن من يريد الحصول على منصب يسعى لتأسيس تجمع ويمارس بعض الصلاحيات حتى يصل صوته ويلفت النظر وتنتهي هذه التجمعات بوصول الشخص أو تحقيق المصلحة المطلوبة ، وهو ما يعكس حقيقة العمل السياسي الحقيقي الممارس في دول الغرب ، وهنا يكمن الفرق بين طبيعة ثقافة شعوب العالم الثالث الذي ننتمي له وباقي الشعوب المتطورة ، ففي تلك التجمعات هناك أهداف بعيدة المدى تعدف إلى تحقيقها لتعود بالفائدة على الدولة بشكل عام والتجمع بكل أفراده بشكل خاص ، على عكس ارتباط تجمعاتنا بشخوص مؤسسيها .
نستنتج أن غالب التجمعات السياسية على الساحة الكويتية هي تجمعات هشّه وأن العمل السياسي في الكويت هو عبارة عن موضة اجتماعية تنتهي بمجرد وصول الشخص لمصالحه الشخصية ، فإما أن تكون تلك التجمعات هادفة لبناء مجتمع واعي وذات أهداف بعيدة المدى أو أن لا تكون هناك تجمعات أصلاً ، لأن غالب من يريد السلطة والمنصب يؤسس تجمع ويسعى جاهداً للحصول على ضوء الشهرة وهو ما ينعكس بالسلب على المجتمع بشكل عام ، كما أنه من الطبيعي جداً أن نبتعد عن الشمول ، فهناك تجمعات تدمج بين المصالح العامة والخاصة لكن تختلف الآلية التي تسعى بها أو تعبّر بها عن تلك المصالح ، إلا أن أساس تجمعات المجتمع المدني الحقيقية هي لخدمة المجتمع ومصالحه ، وصلت ؟!

 

 

أضف تعليق