هاتف: +96597379393 | بريد الكتروني: [email protected]

المدونةلا للرقابة الفكرية ..

لا للرقابة الفكرية ..

الأحد 30/11/2014      الكاتب: أ. حسين الصباغة

 

الرقابة هي جعل الحبل في الرقبة ويقصد منها إطلاع الواسع على أراء الناس بجميع صورها بما قد يصل إلى حد الحجب ، وحذف المواد التي يعبر بها الناس عن آراءهم إذا وجدت غير مقبولة بنظر الهيئة المراقبة.
تلك كانت مقدمة بسيطة لمعنى الرقابة ، والتي أعني بها رقابة المطبوعات وبالأخص الكتب ، فنحن اليوم نمر بأيام مميزة يقام بها معرض الكتاب الدولي في الكويت ، لكن بكل أسف لم يرتقي المعرض إلى مستوى الطموح ، حيث أصبحت الروايات المتدنية فكريا هي السائدة والطاغية والمرغوبة مما ينذر بمشكلة أخلاقية وثقافية في المجتمع في القريب العاجل ، فعندما نرى بعض الكتّاب الكبار لا يجدون الدعم من قبل الجمهور الضعيف المقبل على إصداراتهم في مقابل الامواج البشرية الهائلة نحو الروايات العاطفية "ذات دون المستوى" سنجد أنها بالفعل مشكلة مجتمعية حقيقية لا مفر منها سوى إلغاء الرقابة .
كيف يكون بإلغاء الرقابة ؟
بكل أسف الرقابة تضع حدودا للفكر والمنطق وطريقة التفكير مما يجعل الكاتب محتما على تغطية كل ما هو حقيقي من أجل أن يرى إصداره النور ، لكن بكل أسف الرقابة لا قانون لها حول الإصدارات التافهة من الكتب والروايات لأنه لا قانون في ذلك ، وهي تلك المشكلة التي نراها اليوم ، تخاذل دور مجلس الأمة في تعديل قانون المطبوعات سواء كان بشد الحزام نحو تلك الكتب والروايات الهابطة فكريا وأخلاقيا أو ترك المجال مفتوحا أمام الجميع فلا حل ثالث لهما .
وأنا كـ كاتب أفضل طبعا أن نساهم في إلغاء الرقابة لأجل إعطاء لكل ذي حق حقه وأن التقيم الحقيقي هو للقارئ ، فكما نص دستور الكويت في المادة 14 "ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع على البحث العلمي" ، وكما نصت أيضا المادة 36 "حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما ، وذلك وفقاً للشروط والأوضاع التي بينها القانون" ، فمن هذا المنطلق على المجلس إما إلغاء الرقابة وجعل القارئ هو الحكم ، أو تعديل القانون ليشمل تلك الكتب والروايات الهابطة من أجل سمعة الكويت واحترام عقل القارئ ، أما الكلام في غير ذلك فلا حاجة له اليوم ، فإذا اجتمع الجهل والفقر فسد المجتمع هلك !

 

 

أضف تعليق